أكدت د. نازك أبوزيد، رئيسة مكتب أطباء ل حقوق الإنسان، أن الوضع الإنساني في السودان بلغ مرحلة غير مسبوقة من التدهور، مشيرة إلى أن النظام الصحي يواجه "انهياراً كاملاً" في ظل استمرار القتال واتساع رقعة المخاطر الإنسانية. وقالت د. نازك، في تصريحات للقاهرة الإخبارية، إن المجهودات الصحية المتاحة حالياً تظل "محدودة للغاية" سواء على مستوى الوزارات المحلية أو السلطات الولائية، موضحة أن التمويل الصحي يعاني من نقص حاد، إضافة إلى صعوبة الوصول إلى معظم المناطق التي تحتاج لتدخلات عاجلة بسبب انعدام الاستقرار الأمني. وأضافت أن الجزء الأكبر من التمويل المتاح يتجه إلى التسليح وإدارة الحرب، بينما لا يتجاوز الصرف على الصحة والتعليم "عُشر الاحتياجات الفعلية"، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية وانتشار الأوبئة الناتجة عن الحرب وتدهور البنية التحتية. وأكدت رئيسة مكتب أطباء لحقوق الإنسان أن المؤسسات الصحية تعمل الآن — وفقاً لتقارير وزارة الصحة — بأقل من 40% من طاقتها السابقة، بينما خرجت نحو 80% من المستشفيات والمؤسسات الصحية عن الخدمة، بعد أن تعرضت للاستهداف أو التدمير أو النهب خلال الأشهر الماضية. اقرأ أيضا|الأممالمتحدة لتقصي الحقائق بالسودان: فظائع تُرتكب في الفاشر على يد الدعم السريع وشددت د. نازك على أن الوضع أصبح "بالغ الصعوبة"، وأن استمرار هذا الانهيار الصحي يشكل تهديداً مباشراً لحياة ملايين السودانيين، مطالبة بضرورة التحرك الدولي العاجل لدعم القطاع الصحي وضمان وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضرراً.