القلق العميق والأسف الشديد الذى ينتاب العالم العربى كله بامتداد دوله وشعوبه من المحيط إلى الخليج نتيجة ما يجرى فى السودان الشقيق، هو رد الفعل الطبيعى والتلقائى على التطورات بالغة الخطر التى وصلت إليها الأمور هناك، فى ظل الصدامات الجارية والحرب المشتعلة بين الحكومة الشرعية والجيش السودانى مع الميليشيات العسكرية الانفصالية المسماة بقوات الدعم السريع. وفى هذا السياق تأتى التأكيدات المصرية المتكررة والقوية على الدعم المستمر لاستقرار السودان وسيادته على أرضه وكامل ترابه الوطنى ووحدة السودان الدولة والشعب. كما تأتى أيضاً إدانة مصر القوية لكل الفظائع والجرائم اللا إنسانية التى ارتكبتها وترتكبها قوات الدعم السريع فى مدينة الفاشر السودانية خلال الأيام والأسابيع الماضية، وما ترتكبه من جرائم وفظائع فى المدن والقرى السودانية الأخرى فى إقليم دارفور وجواره وفى كردفان. وفى هذا الإطار واتساقا معه يأتى السعى المصرى السعودى المشترك والموحد للحفاظ على وحدة وسلامة السودان واستقراره، والتأكيد على أهمية وضرورة وقف إطلاق النار فى السودان، وتهيئة الظروف المناسبة لإطلاق عملية سياسية شاملة لوقف الحرب المشتعلة وتحفظ للسودان وحدته واستقراره. والحقيقة والواقع على الأراضى السودانية يؤكد ان المدى البالغ السوء للفظائع والجرائم اللاإنسانية التى ارتكبتها وترتكبها الميليشيات المسلحة للدعم السريع فى الفاشر وغيرها، والتى أصبحت بالفعل كما وصفها المفوض السامى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان «فولكر تورك« وصمة عار على المجتمع الدولى، الذى فشل فى وضع حد لها فى ظل الموقف السلبى للمجتمع الدولى إزاء هذه الجرائم وتلك الفظائع. وعلى نفس المعنى وذات السياق جاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكى «ماركو روبيو» مؤكدة لتصريحات المفوض السامى للأمم المتحدة، حيث أكد وحشية الجرائم التى ترتكبها قوات الدعم السريع فى السودان وخاصة فى الفاشر ودارفور. والسؤال الآن.. هل نرى تحركاً فاعلاً على الأرض لوقف هذه الجرائم اللاإنسانية؟!... أم سيظل الأمر مقصوراً على الأقوال فقط؟!