الفنان محمود عبد العزيز، أو كما يلقبه جمهوره ب«الساحر»، هو واحد من الجيل الذهبي للسينما المصرية، واستطاع ابن حى الورديان غرب مدينة الإسكندرية أن يصنع اسمًا كبيرًا من خلال أدواره المتنوعة التي قدمها على الشاشة، وبرع في التنقل بين الشخصيات بكل سهولة ويسر، حيث قدم أدوار الثرى والفقير، والذكي والغبي، والطيب والشرير، ولم تعقه وسامته عن تقديم أدوار المجرم والشرس والبلطجي. وعلى الرغم من الأدوار الجادة التى برع من خلالها محمود عبد العزيز، إلا أنه لم يبخل على جمهوره فى تقديم أدوار الكوميديا نظرًا لخفة ظله المعروفة، واستطاع أن ينال إشادات واسعة من الجمهور والنقاد من خلال أدواره الكوميدية، وظل محافظًا على تقديمها فى السينما والدراما التلفزيونية حتى وفاته. وفى ذكرى وفاته تحدثنا مع عدد من النجوم والنقاد عن الساحر.. فماذا قالوا؟ ◄ اقرأ أيضًا | بعد أزمتها مع أبناء الراحل محمود عبدالعزيز.. كندة علوش تدعم بوسي شلبي ◄ أطيب القلوب تحدث الفنان الكبير حسين فهمي قائلًا: «محمود عبد العزيز كان من أعز أصدقائى على المستوى الشخصى، وكان يمتلك قلبًا من أجمل وأطيب وأحن القلوب، والحقيقة أنه شريك لنجاحات كبيرة فى السينما، حيث إننا قدمنا معًا عددًا من الأعمال العظيمة التى حفرت فى تاريخ السينما المصرية. كما أننى استمتعت بالتمثيل معه وأمامه لأنه فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى». وأضاف: «قدمنا معًا فيلم «العار»، وهو أحد أهم الأفلام فى السينما المصرية، وكذلك فيلم «جرى الوحوش». جمعنا العديد من الكواليس الرائعة والمميزة خلال تصوير العملين، لأن محمود كان يملأ المكان بالحب والبهجة. ورغم رحيله، إلا أن الجميع ما زال يتذكره وسيظل خالدًا فى أذهان الملايين من محبيه وعشاقه فى كل الوطن العربى بأعماله الفنية الخالدة». ◄ صانع البهجة أما النجمة يسرا فتقول: «تعاونت مع الساحر من خلال مسلسل «رأفت الهجان»، وكان من أجمل الأعمال إلى قلبي لأنه جمعني مع محمود عبد العزيز الذى كان يمتلك خفة ظل رائعة وتلقائية. فكانت كواليس التصوير مميزة وكلها ضحك، على الرغم من أننا كنا نصور عملًا ثقيلًا ومهمًا». وأضافت: «من المواقف التي لا تُنسى بيني وبين محمود عبد العزيز أثناء تصوير فيلم «درب الهوى»، كان هناك مشهد من المفترض أن يصفعنى على وجهى، فقلت له: «لا إوعى تضربنى بجد، إنت إيدك كبيرة أوي ووشى ممكن يطير!»، فجلس يضحك علىّ. وأيضًا لا أنسى أنه كان ينادينى باسم «أوسة»، ولم ينادني يومًا باسمي «يسرا»». ◄ إبراهيم الأبيض أما الفنان سيد رجب فأوضح أن هناك العديد من الذكريات الرائعة التى جمعته بالفنان محمود عبد العزيز خلال تصوير فيلم «إبراهيم الأبيض»، حيث وصف هذا العمل بأنه أول أعماله الحقيقية فى السينما، لأنه كان يقدم من خلاله دورًا مؤثرًا وكبيرًا، خصوصًا أن أدواره قبل هذا العمل فى السينما كانت صغيرة. وقال سيد رجب: «كنت مرعوبًا لأن الفيلم كان يتواجد به العديد من النجوم أمثال محمود عبدالعزيز وأحمد السقا وهند صبري وغيرهم، لكنني كنت أعيش مشاعر مختلطة بمعنى أننى كنت سعيدًا وفرحان وفى نفس الوقت خائفاً جداً. وكان هناك موقف لن أنساه أبدًا، وهو أننى كنت أطلب من مخرج العمل أن أحضر مشاهد الساحر لرغبتى الشديدة فى رؤيته وهو يمثل، وهو أمر كان يغمرنى بالسعادة. أما محمود عبد المغنى فيقول: «محمود عبدالعزيز حالة لم تتكرر، فهو فنان كان يستطيع تقديم الكوميديا والتراجيديا بشكل عبقرى. فهو ممثل خارق للعادة لم يأخذ حقه من النقد الفنى والأدبى، فهو ممثل عالمى. ومن أهم أعماله فيلم «الكيت كات»، فهو كان متقمصًا الشخصية فى كل «شوت»، واستطاع أن يقدم الشخصية بكل تفاصيلها وملامحها. ◄ ذاكرة إبداعية تحدث الناقد طارق الشناوى عن محمود عبد العزيز قائلًا: «بحكم الصداقة التى كانت تجمع بينى وبين الفنان الكبير، أستطيع أن أقول إن أكثر ما يميزه هو تلقائيته، وكان يمتلك ذاكرة إبداعية يقظة جدًا، بمعنى أن أى إنسان يقابله فى حياته يتحول لديه إلى كاركتر أو شخصية تدفن فى داخله ويستدعيها فى أى وقت مع مرور الزمن، ويحيلها إلى شخصية إبداعية». وأوضح: «محمود عبد العزيز كان صانعًا للبهجة ليس فى السينما فقط، ولكن فى الحياة الطبيعية أيضًا، فهو يمتلك شخصية مستقلة ودائمًا ما يترك أثرًا لا يغيب. وأقوى مثال على ذلك تجسيده لآخر أدواره الفنية فى السينما من خلال شخصية «عبد الملك زرزور»، التى قدمها فى فيلم «إبراهيم الأبيض». واستكمل الشناوي حديثه قائلًا: «مما لا شك فيه أن محمود عبد العزيز واحد من أهم الممثلين الذين أثروا في تاريخ السينما المصرية. وعلى سبيل المثال، احتل فيلمه «الكيت كات»، عام 2013، المركز الثامن فى قائمة أفضل مائة فيلم عربى. وتقول الناقدة ماجدة خيرالله: «أكثر ما يميز محمود عبد العزيز هو تنوعه بين الكوميديا والموضوعات الهامة والثقيلة فنيًا، ويقدم كافة الأنواع ببراعة شديدة. ومن أهم أعماله فى السينما فيلم «الكيت كات» و«الساحر»، أما فى الدراما التلفزيونية فمسلسل «رأفت الهجان». كما أنه يبهرنى فى دوره بفيلم «البريء»، على الرغم من أن الجميع عندما يتحدث عن هذا العمل يذكر أحمد زكى فقط، لكننى أرى أن محمود عبد العزيز قدم دورًا شديد التميز». وأضافت: «شخصية رجل الشرطة القاسي والعنيف فى عمله، بينما هو فى بيته شخصية أخرى أشبه بالطفل مع أولاده، فهذا التباين في الشخصية من الصعب أن يقدمه أى فنان عادى، لكن الساحر قدمها بشكل أكثر من رائع وبطريقة مقنعة للمشاهد، وهذا يؤكد على أنه ممثل مختلف ويمتلك موهبة استثنائية».