أثار الفنان ياسر جلال عضو مجلس الشيوخ موجة غضب عارمة بعد تصريحاته في مهرجان وهران السينمائي بالجزائر، حين زعم أن قوات الصاعقة الجزائرية شاركت فى حماية ميدان التحرير بعد حرب يونيو 1967، هذا الكلام لا يمت للتاريخ بصلة، بل يناقض الحقائق الثابتة التى تؤكد أن رجال الجيش المصري وحدهم هم من حموا الوطن فى كل المراحل. تصريحات ياسر جلال سقطة لا تغتفر، جريمة كاملة فى حق قواتنا المسلحة، وخطيئة كبرى تؤكد الخرافات والأوهام فى عقول سكان العوالم الموازية، دون أن تعكس الحقائق التاريخية المؤكدة. مؤسفة وفجة تلك المجاملات الرخيصة على حساب مصر وتاريخها ورجالها. يجب احترام وقائع التاريخ وحقائقه وثوابته يا فنان ويا نخبة. لم تشارك أى قوات جزائرية فى حرب أكتوبر 1973 أثناء العمليات القتالية، إذ وصلت الوحدات الجزائرية بعد وقف إطلاق النار، فى المقابل، كانت مصر هى من ساعدت الجزائر تاريخيا، إذ درب الجيش المصرى مقاتلى الثورة الجزائرية وأسس أول مدارس الصاعقة هناك، لتصبح الصاعقة الجزائرية فى الأصل ابنة نظيرتها المصرية. المؤسف أن يخرج هذا الكلام من فنان يفترض أنه يمثل الوعى والرمز الوطنى، فالمجاملة شيء، وتزوير التاريخ شيء آخر، إن احترام الحقائق واجب على كل من يتحدث باسم مصر، لأن التاريخ ليس مساحة للمجاملات، بل سجل لبطولات رجال دفعوا دمهم فداء للوطن. في زمن مضى كان الفنانون الكبار يدركون قيمة الكلمة قبل أن ينطقوها.. نور الشريف ومحمود ياسين وكرم مطاوع وعبد الله غيث ماتوا، ومن بعدهم لم نر ممثلا مثقفا وصاحب قضية، كانوا يدافعون عن صورة مصر فى الخارج كما يدافع الجندى عن علم بلاده. لم يكونوا يتحدثون إلا بما يليق بتاريخ وطنهم، لأنهم آمنوا أن الفنان ليس مجرد مؤدٍ على الشاشة، بل سفير لقيم وطنه وثقافته. أنتم تمثلون مصر خارج حدودها، فكونوا على قدر هذه المسئولية. لا تجعلوا من التكريم مناسبة للخلط بين الفن والسياسة.. احترموا عقول الناس وحقائق التاريخ، فالكلمة قد ترفع وطنا أو تجرحه، والرمز الحقيقى هو من يصون كرامة بلاده قبل أن يبحث عن التصفيق.الفنان الحقيقى لا يجامل على حساب وطنه، فالكلمة أمانة، والتاريخ لا يُكتب بالتصفيق، بل بالصدق واحترام الحقائق. كونوا كما كان الكبار، واجعلوا الفن حارسا لكرامة مصر، لا بابا لتزييفها.