دخلت الأزمة السودانية مرحلة أكثر خطورة بعد إعلان الجيش السودانى تصديه لهجوم جديد بطائرات مسيّرة أطلقتها قوات «الدعم السريع» على مطار وسد مروى شمال الخرطوم، فيما تتزايد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد البلاد وانتقد وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو «الدعم السريع»، مشيرًا إلى إمكانية تصنيفها كمنظمة إرهابية، ووصف الأوضاع فى السودان بأنها «كارثة حقيقية». وقال الجيش فى بيان إن «الفرقة 19 مشاة بمدينة مروى نجحت فى إسقاط جميع المسيرات قبل أن تصل إلى أهدافها»، مؤكدًا استمرار عملياته الجوية ضد مواقع الدعم السريع فى دارفور وغرب كردفان.. وتقع مدينة مروى فى شمال السودان، تحديدًا على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد حوالى 200 كيلومتر شمال العاصمة الخرطوم، وهى مدينة تاريخية مهمة كانت عاصمة مملكة كوش، وتضم أكثر من 200 هرم من الأهرامات الكوشية. اقرأ أيضًا | اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع غرب كردفان.. فيديو من جانبه، أكد رئيس مجلس السيادة السودانى، عبد الفتاح البرهان، أمس، أن الأشخاص الذين تم تهجيرهم قسرًا من الفاشر وبارا والنهود اختاروا السير آلاف الكيلومترات إلى مناطق تحت سيطرة الدولة. وأوضح أن المواطنين نزحوا لمناطق سيطرة القوات الحكومية بسبب الأمن وتوفر مقومات الحياة. فى المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع بسط سيطرتها على ثلاثة محاور فى غرب السودان، ومحاصرتها للفرقة 22 بالجيش فى بابنوسة التابعة للجيش السودانى بولاية غرب كردفان، ما يشير إلى اتساع رقعة المواجهات رغم المساعى الدولية لفرض هدنة إنسانية. وواصل الجيش شن غارات جوية على مناطق تحت سيطرة الدعم السريع خاصة قرب مطار نيالا جنوبى دارفور وفى غرب كردفان. ويأتى ذلك، فيما أعرب وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو، عن قلق الولاياتالمتحدة العميق إزاء استمرار الصراع فى السودان، مُؤكدًا ضرورة فرض حظر فورى على تزويد قوات الدعم السريع بالسلاح وممارسة ضغوط دولية على داعميها. أكد «روبيو»، للصحفيين فى أثناء مغادرته اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع فى كندا، أن الإجراءات التى تتخذها قوات الدعم السريع تظهر عدم التزامها بالاتفاقيات الدولية، مُشددًا على أهمية اتخاذ خطوات حاسمة لمنع تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية فى السودان.. وأشار إلى أن تقارير المنظمات الإنسانية كشفت عن مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية والمعاناة بين الفارين من مناطق النزاع فى السودان. ولفت إلى أن تراجع أعداد اللاجئين يثير القلق من أن كثيرين ربما لقوا حتفهم أو أنهكهم الجوع والمرض. وقال وزير الخارجية الأمريكى إن الولاياتالمتحدة ستؤيد تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية إذا كان ذلك سيساعد فى إنهاء الحرب فى السودان. وأوضح أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ ناقشوا المقترح معه خلال الأشهر الماضية، مؤكدًا أن الهدف الأساسى هو وقف الفظائع والانتهاكات التى ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، بما يشمل العنف الجنسى والاعتداءات على النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء.. واعتبر روبيو أن الانتهاكات التى ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين فى السودان «ممنهجة وليست تصرفات لعناصر منفلتة»، مشيرًا إلى أن ما يجرى من عنف جنسى وقتل واستهداف للمدنيين «يجب أن يتوقف فورًا». فى غضون ذلك، دقّ الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة ناقوس الخطر، محذرَين من أن السودان «يقترب من الانهيار الكامل»، وسط تراجع الاهتمام الدولى بالأزمة.. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى محمود على يوسف بعد لقائه السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن «المعاناة فى السودان تفوق ما يظهر إعلاميًا»، فيما أكد جوتيريش أن «العالم يجب ألا يدير ظهره لإفريقيا التى تضم نحو خُمس سكان العالم»، مؤكدًا أن «الرهانات كبيرة جدًا، والإمكانات التى تمتلكها القارة أعظم من أن تُهدَر».