هولاء الذين وُصموا يوماً بالإرهاب ها هُم اليوم يفوزون ويعتلون كثيراً من المناصب القيادية المؤثرة فى الولاياتالأمريكية بعد سنوات من الاتهام والتشويه، فالزمان يدور دورته ومن كان يشوههم بالأمس يخاف من قوتهم اليوم وهى قوة ليست بالسلاح وإنما قوة الفكر والمعرفة.. وما بين الأمس واليوم تُدحض الاتهامات وتتبدل إلى حقائق ويبقى التاريخ شاهداً على من حوربوا بالأمس أنهم سيصبحون نوراً فى زمن الظُلم والظلام فالحقيقة مهما طال غيابها ومهما كانت التحديات لا تموت. العالم يتغير.. لا أقصد التطور التكنولوجى ولا التحولات الاجتماعية ولا انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعى.. أقصد التحولات السياسية، والتركيبة الاجتماعية المعقدة، ويبدو أن ما حدث فى غزة بعد السابع من أكتوبر أدى إلى تحولات كبيرة فى العالم وخاصة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية الحليف الدائم لإسرائيل والصهيونية العالمية، فوز زهران ممدانى الناشط الاشتراكى المسلم من أصول هندية فى انتخابات عمدة نيويورك وهو أول مسلم يصل إلى هذا المنصب فى عاصمة المال والأعمال وهو تحول سياسى غير مسبوق فى أكبر وأهم ولاية أمريكية. إضافة إلى فوز غزالة هاشمى بمنصب نائب حاكم ولاية فيرجينيا وهى أول مسلمة فى تاريخ أمريكا تصل إلى هذا المنصب الحكومى.. ثُم نفاجأ بفوز 38 مسلماً اشتراكياً بمناصب قيادية ما بين عُمد مدن ونواب عُمد ولايات وأعضاء مجالس تشريعية وهو ما يشير إلى تغير كبير فى المجتمع الأمريكى وتحول فى السياسات الأمريكية، وربما نشهد قريباً تأثيرهم فى صناعة القرار الأمريكى وخاصة تجاه منطقة الشرق الأوسط وهى المنطقة الأهم فى السياسة الخارجية الأمريكية خاصة بعد تراجع شعبية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بما يقرب من 40 فى المائة على المستويين المستوى الاقتصادى والسياسى داخلياً وخارجياً، التحديات كثيرة وربما تظهر لنا الأيام القادمة ما لم يكن فى الحسبان لننتظر ونرى.