اعتدنا فى سنوات سابقة على قراءة أخبار عن مشروعات لم تستكمل أو توقف العمل بها، وغالبا ما يكون السبب نقص الاعتمادات المالية والسيولة، أو حدوث تغيير وزارى، إلا فى محافظة أسوان التى أصرت على الاختلاف والتميز، فهناك مشروع تجارى خدمى متكامل انتهى بناؤه وتشييده وتوصيل جميع مرافقه منذ أكثر من 12 عاما.. لكنه لا يزال خارج الخدمة يشاهد المدينة ومشاكل البطالة ولا يشارك فى حلها! المشروع هو «خان أسوان» مبنى تجارى ترفيهى من شأنه أن يوفر المئات من فرص العمل الحقيقية للشباب، لكنه لم يعمل حتى تاريخ كتابة هذه السطور، وتسبب إهمال المشروع فى سرقة العديد من محتوياته وأبواب المحلات وغيرها، وأصبح مؤهلا لاستغلاله فى أعمال غير قانونية بسبب هجره لسنوات طويلة.. والأغرب أن يستمر هذا الإهمال فى عهد نسابق فيه الزمن ونختصر المسافات لإقامة مشاريع جديدة توفر فرص عمل وإيرادات لخزانة الدولة. وكان الهدف من مشروع الخان هو إقامة سوق سياحى وترفيهى يخدم نزلاء الفنادق العائمة فى موقعها الجديد. ولذا أقيم «الخان» على المساحة التى نجمت عن تغطية مصرف السيول فى المسافة الواقعة فى المدخل الشمالى لمدينة أسوان وحتى منطقة الجزيرة بطول 550 متراً وعرض 25 متراً. والمشروع يضم 163 محلا تجارياً وكافتيريا موزعة على 2 طابق وروف على مساحة 5400 متر مربع مخصصة للأنشطة التجارية والخدمية ومكاتب للتسويق السياحى والسياحة الترفيهية. ويضم مجموعة من الحدائق و8 دورات مياه عمومية لخدمة المنتفعين من المشروع الذى بلغت تكلفته 67 مليون جنيه وقت إنشائه. ويقول المهندس عمرو لاشين نائب محافظ أسوان إن مشروع «خان أسوان» تم إنشاؤه عام 2009 واكتمل فى 2010، إلا أن أحداث ثورة يناير أثرت على تشغيله، مما أدى إلى تجميده حتى تم استرداده مجددًا فى 2013. وأضاف لاشين أن المشروع لم يُستثمر بالشكل الأمثل حتى الآن، وكان ضمن توجيهات القيادة السياسية لحصر أصول الدولة غير المستغلة. وبعد مراجعة الأوراق والمستندات وتجاوز أزمة التخارج من وزارة الأوقاف، تم طرح المشروع مرتين فى مزاد لم يُكتب له النجاح بسبب المبالغة فى السعر. وكشف أنه جار الانتهاء من جمع المستندات، تمهيدًا لإسناد نحو 90% من محلات الخان لهيئة اقتصادية حكومية كبرى بهدف إعادة استثماره بشكل فعّال يدعم الاقتصاد المحلي، وتغيير الفكر التسويقى للمشروع سواء ببيع الوحدات التجارية فيه بنظام الإيجار أو التمليك وخاصة بعد إنشاء كوبرى الشيخ عيسى الجديد عند المدخل الشمالى لمدينة أسوان والذى تحولت المنطقة بعد افتتاحه إلى موقع جذب لحركة التسوق والبيع والشراء، ومرور خطوط النقل الجماعى أمام المشروع مباشرة. بدأت فكرة المشروع فى عهد اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان بالتوازى مع امتداد كورنيش أسوان بطول 9 كيلو مترات فى اتجاه الشمال مع نقل مراسى الفنادق السياحية للكورنيش الجديد، وبالفعل تم توقيع عقد شراكة فى عام 2009 بين المحافظة وهيئة الأوقاف لإقامة مبنى تجارى يسمى «خان أسوان» وبلغت مساحة الأرض المخصصة للمشروع 8530 مترا مربعا مملوكة لصندوق الخدمات والتنمية المحلية بالمحافظة، وتم الاتفاق على أن تكون مدة تنفيذ المشروع 18 شهرًا من تاريخ استلام الموقع. تسلمت هيئة الأوقاف الموقع فى 3 مايو من عام 2010، وتم التسليم المبدئى للمشروع فى 20 مارس 2012. وفى نوفمبر 2013 افتتح محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فى ذلك الوقت المشروع. وفى ديسمبر 2023 قام اللواء أشرف عطية محافظ أسوان فى هذا الوقت، وأحمد عطية أبو الوفا رئيس هيئة الأوقاف المصرية، بالتوقيع على محضر الاجتماع التنسيقى للاستحواذ الخاص بأن يؤول مشروع خان أسوان للمحافظة بشكل كامل، خاصة أن المشروع متوقف منذ سنوات عديدة.. ورغم تعاقب 6 محافظين على أسوان بعد اللواء مصطفى السيد الذى انتهت ولايته فى عام 2012، إلا أن المشروع مازال مقرا للأشباح وسكنا للبوم والغربان. و»الأخبار» تتساءل: متى يتم استغلال مشروع الخان الذى يوفر أكثر من ألف فرصة عمل للشباب ويدر دخلا للخزانة العامة من خلال الإيجارات والضرائب التى ستجنى من أنشطة الخان؟