مقومات مهمة تمتلكها بلادنا للانطلاق فى مجال التعدين، أبرزها الموقع الاستراتيجى والطبيعة الجيولوجية الغنية بالمعادن والبنية التحتية القوية التى نفذتها الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى جانب تنوع مصادر الطاقة، فضلا عن قدرات كبيرة للتحول إلى مركز إقليمى لصناعات القيمة المضافة من الموارد التعدينية، من خلال تطوير المشروعات التى تركز على تصنيع الخامات وتحويلها إلى منتجات صناعية، إضافة إلى الإصلاحات التشريعية المنفذة وتطبيق النظام المالى التنافسى لجعل مصر وجهة جاذبة لمستثمرى التعدين، ورفع مساهمة القطاع من 1٪ إلى 5 و6٪ من الناتج المحلى خلال سنوات قليلة.. تطور ملموس يشهده قطاع التعدين خلال الوقت الراهن بإجراءات حكومية واستراتيجية لتعظيم القيمة المضافة من الثروات الطبيعية، وتعزيز فرص البحث والاستكشاف، وتهيئة بيئة عمل جاذبة وفق أحدث النظم العالمية، حيث تمتلك مصر احتياطيات كبيرة من الثروات المعدنية مثل الذهب والنحاس والفضة والزنك والبلاتين والعديد من المعادن الثمينة والأساسية الأخرى، مما يؤهل مصر لأن تكون واحدة من أهم وجهات التعدين عالميا. الانطلاقة الحقيقية كانت بالانتهاء من إصدار قانون تحويل هيئة الثروة المعدنية من هيئة خدمية إلى هيئة اقتصادية تحت مُسمى «هيئة الثروة المعدنية والصناعات التعدينية» بما يسمح بإعادة هيكلتها وإعداد استراتيجية متكاملة لتعظيم الاستفادة من الثروات، حيث يضمن القانون الجديد للهيئة استقلالية القرار المالى والإدارى بما يدعم عمليات التطوير وإدارة العملية التعدينية وتطوير القطاع وتنفيذ خطط ومشروعات ووضع استراتيجية متكاملة لتنظيم أعمال المسح والبحث والكشف والتقييم الجيولوجى والتعدينى وتوطين الصناعات وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الثروات بما يسهم فى تحقيق انطلاقة بالقطاع وجعل مصر مركزاً إقليمياً للصناعات التعدينية. المسح الجوى وتستعد وزارة البترول والثروة المعدنية لتنفيذ برنامج مسح وحصر جيولوجى كامل على مستوى الجمهورية باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية للوقوف على كافة الإمكانات التعدينية التى تتمتع بها مصر والعناصر المعدنية النادرة وهو أول مسح جوى شامل للإمكانات التعدينية منذ 40 عامًا، وذلك بهدف توفير بيانات جيولوجية متكاملة أمام المستثمرين الراغبين فى الاستثمار فى قطاع التعدين وبما يعزز قدرة مصر على جذب الاستثمارات العالمية فى هذا القطاع، كما تقوم الوزارة بالعمل لاستيعاب منظومة التعدين الأهلى والحد من التنقيب العشوائى عن الذهب. وفى تطور لافت، تم بحث فرص التعاون الممكنة مع تشيلى فى قطاع التعدين لأول مرة، فى ظل تطور المناخ الاستثمارى فى هذا القطاع فى مصر وما تتمتع به تشيلى من خبرات فى مجال التعدين، وأكدت وزارة البترول التطلع إلى بناء شراكة مع تشيلى فى تطوير سلاسل القيمة للمعادن الحرجة، وتقديم كافة التسهيلات اللازمة للشركات التشيلية الراغبة فى الاستثمار فى مصر، وأكد مسئولو شركة «إيناب» التشيلية الحكومية، تطلعهم إلى التعاون مع الجانب المصرى لأول مرة فى تطوير تقنيات استخراج الليثيوم والمعادن الأخرى. ويشار إلى أن معادن الليثيوم والكوبالت والنيكل والنحاس وغيرها من المعادن النادرة والحرجة تُستخدم فى تصنيع البطاريات وتقنيات الطاقة المتجددة وأشباه الموصلات. منجم إيقات وتخطط شركة الثروات والموارد للتعدين -المقاول القائم بالعمليات فى منجم إيقات للذهب بالصحراء الشرقية - لتنفيذ توسعات مستقبلية فى منطقة الاستكشاف بامتياز إيقات، فضلا عن عدد من المشروعات المستهدفة لوضع المنجم على خريطة إنتاج الذهب وفقًا للمعايير العالمية، منها إنشاء مصنع لاستخلاص الكربون لمعالجة الصخور الحاملة لخام الذهب، إلى جانب خطط إنشاء محطتى توليد للطاقة والمياه، وأكدت وزارة البترول الدعم الكامل للشركة لتذليل التحديات ووضع منجم إيقات على خريطة إنتاج الذهب العالمية قريبًا. أبومروات بينما تواصل شركة آتون ريسورسز الكندية، خطط عملها فى منطقة امتياز أبومروات بالصحراء الشرقية بهدف بدء أول إنتاج تجارى للذهب فى النصف الثانى من عام 2026، وتم التأكيد على تقديم كافة أوجه الدعم لخطط الشركة من أجل زيادة ضخ الاستثمارات وتنفيذ الأهداف الموضوعة. منجم السكري وخلال أبريل الماضى، تم توقيع اتفاقية مع شركة «أنجلو جولد أشانتي» العالمية المستثمرة فى منجم السكرى، لاستغلال خام الذهب والمعادن المصاحبة فى بعض مناطق الصحراء الشرقية، وهذه الاتفاقية تمثل انطلاقة جديدة فى قطاع التعدين وتفتح الآفاق أمام شركات التعدين العالمية الأخرى لضخ استثمارات جديدة فى استغلال الذهب والمعادن المصاحبة، وأكدت الوزارة الالتزام بفتح قنوات تواصل دائمة لتذليل العقبات وتيسير الإجراءات، بما يدعم توسعة قاعدة الاستثمار التعدينى، وزيادة أنشطة الاستكشاف، سواء فى منطقة السكرى أو فى مناطق امتياز جديدة. استثمارات الفوسفات تحرص الحكومة على تشجيع مشاركة القطاع الخاص المصرى باستثماراته فى استغلال الفوسفات وتصنيعه كقيمة مضافة، وباعتباره أولوية ضمن محور تطوير قطاع التعدين وزيادة مردوده الاقتصادى. تم توقيع الاتفاقيات والعقود النهائية لتنفيذ المجمع الصناعى لإنتاج حامض الفسفوريك بهضبة أبوطرطور، كنقلة نوعية تستهدف تعظيم القيمة المضافة وزيادة العائد الاقتصادى من خام الفوسفات المصرى من خلال توجيهه لصناعات ذات مردود كبير بدلاً من تصديره كخام. ويُعد هذا المشروع أحد أكبر المشروعات الصناعية التى تستهدف تعظيم القيمة المضافة من الخامات التعدينية المصرية، وتحديدًا خام الفوسفات، بإجمالى تكلفة استثمارية تبلغ 658 مليون دولار ويستهدف المجمع، فى مرحلته الأولى إنتاج 250 ألف طن سنويًا من حامض الفوسفوريك التجارى عالى التركيز (P2O5 100٪)، باستخدام خامات الفوسفات المستخرجة من مناجم أبوطرطور. كذلك تم بحث تسريع إجراءات إطلاق استثمارات مشروع جديد متكامل لمجموعة بولى سيرف للأسمدة والكيماويات لاستخراج واستغلال الفوسفات وتصنيعه لزيادة قيمته المضافة بإنتاج الأسمدة الفوسفاتية وحمض الفسفوريك.. كما تم توقيع اتفاقية إطارية للشراكة فى مشروعات تصنيع خام الفوسفات وتعظيم القيمة المضافة مع شركة «فيركيم مصر للأسمدة»، وذلك بإنشاء مصنع متخصص فى تصنيع الأسمدة الفوسفاتية، وآخر لرفع تركيز خام الفوسفات منخفض الجودة لتعظيم قيمته الاقتصادية. بوابة مصر للتعدين وفى سياق تحقيق طفرة فى الاستثمار التعديني، تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية لبوابة مصر للتعدين، التى تهدف إلى تحسين كفاءة أعمال الهيئة ودعم المستثمرين، حيث تُعد بمثابة منصة استثمارية رقمية ومحفز أساسى للاستثمار يدعم الشفافية وسهولة الوصول إلى البيانات والترويج لمزايدات فرص الاستثمار التعدينى، وجارٍ حاليا الانتهاء من المرحلة الأخيرة إيذاناً بانطلاق المنصة رسمياً خلال الفترة المقبلة. توجه استراتيجى الجيولوجى ياسر رمضان، رئيس الهيئة المصرية للثروة المعدنية والصناعات التعدينية، أكد أن قطاع التعدين يحظى باهتمام رفيع المستوى من القيادة السياسية، وأن تطوير القطاع يعد توجهًا استراتيجيًا للدولة، وأوضح أن مصر تتمتع بمزايا تنافسية، تشمل: الموقع الجغرافى، تنوع مصادر الطاقة، وضوح التشريعات، الالتزام بالعقود، إضافة إلى وفرة الأيدى العاملة الشابة والمدربة، والخامات التعدينية والتى تمثل فرصا واعدة مدعومة ببنية تحتية قوية وتشريعات حديثة وتيسير إجراءات التراخيص، إلى جانب المحفزات الاستثمارية التى توفرها الدولة. المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، أكد أن مصر على أعتاب انطلاقة جديدة فى مجال استكشاف الثروات التعدينية بعد الإصلاحات الأخيرة، وأوضح أن مصر تمتلك ثروات معدنية هائلة واحتياطيات كبيرة منها مثل الذهب والنحاس والفضة والزنك والبلاتين وغيرها، مما يؤهلها لأن تكون واحدة من أهم وجهات التعدين عالميا، فضلا عن موقع استراتيجى لا يُضاهى وبنية تحتية متطورة فى مجال النقل والطاقة، كما تضم مصر جزءاً مهماً من الدرع العربى النوبى، مما يجعلها أرضاً للفرص الذهبية، واستهداف زيادة مساهمة قطاع التعدين فى الناتج المحلى الإجمالى لتصل إلى 5-6٪.. أوضح الوزير أن مصر تستهدف أن تصبح لاعبًا رئيسيًا فى قطاع التعدين والذى يشهد بداية ثمار التحديث ويسعى لمواصلة البناء على ما تحقق، وأوضح أن إستراتيجية وزارة البترول لا تقتصر على عمليات التنقيب والاستخراج، بل تمتد لتشمل بناء منظومة صناعات تحويلية تسهم فى تعظيم القيمة المضافة محليًا، وتعزز من مساهمة القطاع فى التنمية الاقتصادية، وأكد الوزير تنامى ثقة المجتمع الدولى فى الإصلاحات والتحولات التى يشهدها قطاع التعدين المصرى. وأعلن أن الوزارة تعتزم تقديم حزمة محفزات جديدة لتشجيع الاستثمارات فى قطاع التعدين، بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، كما أنها مهتمة بالتعرف على آراء المستثمرين ومقترحاتهم.