عواصم- وكالات الأنباء: أوضاع كارثية يشهدها السودان مع استمرار جرائم ميليشيات الدعم السريع التى قامت بجمع مئات الجثث من شوارع وأحياء مدينة الفاشر، وقامت بدفن بعضها فى مقابر جماعية وحرقت أخرى بالكامل، وذلك وفقًا لما ذكرته شبكة أطباء السودان، وفى بيان لها، قالت الشبكة «فى جريمةٍ جديدة تُضاف إلى سجل الدعم السريع، شهدت مدينة الفاشر واحدةً من أبشع الممارسات اللاإنسانية، حيث قامت قوات الدعم السريع خلال الأيام الماضية، بجمع مئات الجثث من شوارع وأحياء المدينة، ثم دفنت بعضها فى مقابر جماعية وأحرقت أخرى بالكامل فى محاولةٍ يائسة لإخفاء آثار جرائمها ضد المدنيين»، وأضافت: «ما جرى فى الفاشر ليس حادثة معزولة، بل فصل جديد من جريمة إبادة جماعية مُكتملة الأركان، تمارسها الدعم السريع، ضاربةً عرض الحائط بكل الأعراف الدولية والدينية التى تُحَرِّم التمثيل بالجثث وتمنح الموتى حق الدفن الكريم»، وأدانت الشبكة ب«أشد العبارات هذه الجرائم المُرَوَّعة، وحَمَّلت قيادة الدعم السريع المسئولية الكاملة عن هذه المجازر التى لن تُمحى بالتستر أو الحرق»، ودعت المجتمع الدولى إلى التحرك الفورى والعاجل لفتح تحقيق دولى مستقل فيما يُجرى بالفاشر. وكانت ميليشيات الدعم السريع، قد تمكنت من السيطرة على مدينة الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور أواخر الشهر الماضى مما أدى إلى فرار عشرات الآلاف من السكان وسط تقارير عن أعمال عنف واسعة النِطاق ارتكبتها الميليشيات. وأمس الأول، زار رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، مراكز إيواء نازحى الفاشر بمدينة الدبة بالولاية الشمالية، حيث التقى عددًا من النازحين ووَجَّه «كل الأجهزة الحكومية المعنية بضرورة توفير الخدمات الضرورية وإزالة كل المعوقات». ويتواصل تدفق النازحين إلى مدينة الدبة، حيث وصلت بعض الأسر بعد مسيرة امتدت لنحو 10 أيام قطعوا خلالها أكثر من ألف كيلومتر وسط ظروف إنسانية مُعَقَّدة وانعدام المياه والغذاء. جاء ذلك فى الوقت الذى أكدت فيه مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين، أن أزمة السودان تُعد أكبر حالة نزوح فى العالم، فى ظل نزوح 12 مليون سودانى من ديارهم، وأعلن يانس لاركيه، المتحدث باِسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا)، أن ملايين السودانيين بحاجة ماسة للمساعدة، وأن المدنيين وعُمال الإغاثة يتعرضون للقتل دون أن تتم معاقبة الجُناة، مشيرًا إلى تفشى العنف الجنسى. ودعا لاركيه إلى ضمان وصول آمن للمساعدات، وحماية ودعم المنظمات المحلية. من جانبه، وصف شون هيوز، منسق الطوارئ فى برنامج الأغذية العالمى، الوضع فى السودان بأنه أكبر أزمة إنسانية فى العالم بكل المقاييس، حيث يُواجه نحو 25 مليون شخص وهو ما يُعادل نصف السكان، أزمة الجوع الشديد، ويُعانى ما يقرب من خمسة ملايين طفل وأُم من سوء التغذية الحاد. ومع تصاعد المعارك، يسود الخوف بين سكان مدينة الأُبيِّض عاصمة ولاية شمال كردفان جنوب السودان، بسبب التقارير حول استعداد الدعم السريع لشن هجوم على مدينتهم. وتمكنت وحدات الدفاع الجوى السودانية، من إسقاط مسيرة بعيدة المدى فى الأُبيّض، فى حين أعلن الجيش السودانى، تصديه لهجوم بمسيرات انقضاضية استهدف مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق جنوبى البلاد، كما نَفَّذ ضربات جوية على ميليشيات الدعم السريع بمدينة نيالا جنوب دارفور.