الخرطوم- وكالات الأنباء: تتواصل موجات النزوح فى السودان بوتيرة متسارعة مع اتساع رقعة المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تحذيرات أممية من مجاعة تضرب مدينتى الفاشر وكادوجلى، وتأكيدات أمريكية على بحث هدنة إنسانية لوقف القتال الذى خلف آلاف القتلى والنازحين.وأكد مبعوث الرئيس الأمريكى للشئون الأفريقية والعربية مسعد بولس أن الولاياتالمتحدة تبحث هدنة إنسانية مع طرفى الصراع، مندداً بالفظائع التى شهدتها الفاشر فى الأيام الماضية. فى الأثناء، أعلنت الأممالمتحدة أن عشرات الآلاف فروا من خمس مناطق بولاية شمال كردفان، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الأسبوع الماضي.وقالت المحكمة الجنائية الدولية إن التقارير الواردة من الفاشر حول عمليات قتل واغتصاب جماعى وجرائم أخرى منسوبة للدعم السريع قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفى شمال كردفان، قال مصدر حكومى إن طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع هاجمت قرية اللويب شرقى مدينة الأبيض، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى فى صفوف المدنيين، كما استهدفت بلدتى الرهد والأبيض بالولاية نفسها، بينما قصفت بلدتا كرنوى والطينة فى شمال دارفور بمسيرات مماثلة.من جهة أخرى، أكد تقرير «التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي» المدعوم من الأممالمتحدة، أن أكثر من 21 مليون سودانى واجهوا انعداماً حاداً فى الأمن الغذائي، وأن 30% من الأطفال دون الخامسة يعانون من سوء تغذية، فيما يعانى 375 ألف شخص من الجوع فى دارفور وكردفان منذ سبتمبر الماضي.وفى شمال كردفان، أعلنت شبكة أطباء السودان أن عشرات الجثث مكدسة داخل المنازل بمدينة بارا بعد أن منعت قوات الدعم السريع الأهالى من دفنها، مشيرة إلى انقطاع الاتصالات وتزايد المفقودين يومياً، مطالبة بفتح ممرات آمنة وتمكين الأسر من دفن موتاها.وفى مقال مؤلم ومشحون بالحقائق الميدانية، وضعت صحيفة الجارديان البريطانية القارئ أمام مأساة مدينة الفاشر فى إقليم دارفور بالسودان، التى سقطت مؤخرا فى يد قوات الدعم السريع بعد حصار دام أكثر من عام ونصف. وأوضح المقال أن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت بقع الدم على الأرض نتيجة كثافة القتل، فى مشهد يذكر ببدايات الإبادة الرواندية، مؤكدة أن ما يحدث لم يكن مفاجئا بل كان متوقعا منذ شهور.