أظهرت تجربة سريرية من المرحلة الأولى نتائج مشجعة للقاح تجريبي ضد حمّى لاسا، إذ أثبت اللقاح أمانه وقدرته على توليد استجابة مناعية قوية لدى البالغين في الولاياتالمتحدة وليبيريا، بحسب ما نشرته دورية New England Journal of Medicine هذا الأسبوع. اقرأ أيضًا| إيطاليا تتنفس الصعداء وتعلن مناطقها «منخفضة المخاطر» لأول مرة اللقاح المرشح، المعروف باسم rVSVΔG-LASV-GPC، تم تطويره من قبل وكالة الصحة العامة الكندية بترخيص من مبادرة اللقاح الدولية ضد الإيدز (IAVI)، ويعتمد على نفس التقنية المستخدمة في لقاح إرفيبو (Ervebo) المضاد لفيروس إيبولا، والذي أقرّته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2019. وتُعد حمّى لاسا من الأمراض النزفية الفيروسية التي تنتقل أساسًا عن طريق القوارض، وتتسبب سنويًا في ما بين 100 ألف و300 ألف إصابة وقرابة 10 آلاف وفاة، خاصة في دول غرب إفريقيا مثل نيجيريا وليبيريا وسيراليون وغينيا ومالي. ورغم خطورة المرض، لا يوجد حتى الآن أي لقاح معتمد للوقاية منه. اقرأ أيضًا| كندا تصدر إشعارات صحية متعلقة بالسفر إلى 7 دول انتشر بها فيروس كورونا وقالت الدكتورة سواتي غوبتا، نائبة رئيس قسم الأمراض المعدية الناشئة في IAVI: "هناك حاجة ملحّة لتطوير لقاح ضد حمّى لاسا، خاصة مع تغير المناخ وزيادة حركة التنقل والتفاعل بين الإنسان والحيوان، مما يهدد بتوسّع نطاق انتشار الفيروس في إفريقيا وخارجها." وشملت التجربة 104 متطوعين أصحاء من الولاياتالمتحدة وليبيريا، تلقّى معظمهم جرعة واحدة من اللقاح بجرعات مختلفة، بينما حصلت مجموعة صغيرة على جرعتين بفاصل زمني يتراوح بين 6 و20 أسبوعًا. وتمت متابعة المشاركين لمدة عام لتقييم السلامة والاستجابة المناعية. اقرأ أيضًا| دراسة بريطانية| الأطفال المصابون بكورونا يواجهون مخاطر التهابات القلب والجلطات وأظهرت النتائج أن اللقاح تسبب في آثار جانبية خفيفة ومؤقتة، مثل ألم أو حساسية في موضع الحقن وشعور عام بالتعب، دون تسجيل أي مضاعفات خطيرة. كما لوحظ أن التفاعل المناعي كان قويًا وطويل الأمد، واستطاع تكوين أجسام مضادة وخلايا مناعية تتعرف على سلالات مختلفة من فيروس لاسا المنتشرة في غرب إفريقيا. اقرأ أيضًا| وفد السفارة الكندية يتفقد وحدة طب الأسرة بقنا الجديدة وأكد الباحثون أن جرعة واحدة كانت كافية لإحداث استجابة مناعية قوية، ولم تُظهر الجرعة الثانية فائدة إضافية كبيرة. كما لم يُكتشف أي أثر للفيروس المستخدم في اللقاح في الدم أو البول أو اللعاب لدى المشاركين. ويعمل الباحثون حاليًا على إطلاق المرحلة الثانية من التجارب السريرية في غرب إفريقيا لتأكيد النتائج وتقييم فعالية اللقاح في المجتمعات المعرضة للإصابة. وقد تم تمويل الدراسة من قبل التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة (CEPI) والمعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية (NIAID).