في انتخابات محلية جرت في أوائل نوفمبر 2025 حقق الحزب الديمقراطي سلسلة انتصارات بارزة امتدت من حكومات الولايات إلى مدن كبرى ومبادرات انتخابية، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة «رد فعل» شعبي ضد إدارة الرئيس ترامب، وجرس إنذار للجمهوريين قبل انتخابات الكونغرس 2026 ليبقى السؤال الأهم هو، أسباب الفوز، وردود الفعل والتداعيات المتوقعة على النظام الأمريكي. أقرأ أيضا| عضو الحزب الجمهوري الأمريكي: فوز زهران ممداني بمثابة جرس إنذار للحزب الجمهوري وبهذا الفوز يعتقد الديمقراطيون أن الناخبين وجهوا صفعة قوية للجمهوريين، وأرسلوا رسالة واضحة إلى العاصمة واشنطن بأن الأميركيين يريدون التغيير، لكن نائب الرئيس جي دي فانس يعتقد أن استخلاص نتائج بهزيمة ساحقة للجمهوريين مبالغ فيه، لأن الانتخابات جرت في ولايات تميل عادة للتصويت لمصلحة الديمقراطيين. لماذا فاز الديمقراطيون؟ فاز الديمقراطيون في سباقات كبرى شملت انتخاب حاكم في فيرجينيا وانتخاب حاكم في نيوجيرسي، بالإضافة إلى فوز مرشح ديمقراطي راديكالي نسبيًا بمنصب عمدة مدينة نيويورك في ليلة انتخابية اعتبرها الحزب انتصارًا معنويًا مهمًا. في كاليفورنيا أعلن الناخبون الموافقة على المبادرة (Proposition 50) التي تسمح لإدارة الولاية بإعادة رسم دوائر الكونغرس، خطوة تَصِفها تحليلات بأنها قد تفيد الديمقراطيين في مقاعد مجلس النواب المقبلة. علاوة على ذلك، سجلت الانتخابات سلسلة انتصارات محلية وإقليمية ديمقراطية في ولايات أخرى (مثل مقاعد قضائية أو هيئات رقابية) أظهر بعضها تقلبات في مناطق كانت تعتبر ساحة للجمهوريين. وترجع أسباب الفوز إلى عوامل عدة، أبرزها استياء من أداء البيت الأبيض والسياسة الوطنية، استطلاعات ومحللون ربطوا موجة الأصوات لصالح الديمقراطيين بانخفاض شعبية الرئيس وقلق الناخبين من توجهات السياسات الاتحادية، فجاءت الانتخابات كاختبار شعبي للأداء بعد عام من عودة ترامب للبيت الأبيض. الديمقراطيين وحملاتهم الانتخابية مرشحو الديمقراطيين ركزوا حملاتهم على قضايا مثل التضخم، تكاليف المعيشة والخدمات المحلية، رسائل وجدت صدى لدى شرائح الناخبين التي شعرت بضغوط اقتصادية، ليشمل النجاح تعبئة قوية على مستوى البلديات والولايات، وتسجيل ناخبين محليًا وحملات ميدانية مركزة عززت حظوظ المرشحين الديمقراطيين في سباقات حاسمة وصغيرة على حد سواء. كما جاء حضور الناخبين الشباب والحوامل لقضايا الهوية والعدالة الاجتماعية: في مدن مثل نيويورك لعبت قواعد شبابية ودعائم تقدمية دورًا واضحًا في دفع مرشحين مثل زهران ممداني إلى النصر. التداعيات المحتملة لنجاح الديمقراطيين قادة ديمقراطيون احتفلوا بالنتائج واعتبروها رسالة سياسية مهمة قبل انتخابات الكونغرس 2026، في المقابل حذر محللون جمهوريون من أن النتائج قد تعكس احتجاجًا ظرفيًا وليست بالضرورة انعكاسًا لتحول طويل الأمد، كما وصف محللو بيانات الحزب الجمهوري النتائج بأنها إنذار بعضهم شدد على أن الفجوات الكبيرة في بعض الولايات تستدعي مراجعات استراتيجية فورية وفق تصريحات لوكالة «رويترز». لتاتي تداعيات الانتصارات على الديمقراطيين لتمنح الحزب تمويلًا معنويًا وعمليًا متطوعين، شبكات تعبئة، كل ذلك يساهم في استهداف مقاعد هشة بمجلس النواب في 2026، بالإضافة إلى تأثير إعادة رسم الدوائر في كاليفورنيا، والتي قد تُسهم في تعديل توازن المقاعد طالما بقيت الخريطة المحلية مؤثرة؛ هذا يمكن أن يؤثر في استراتيجية الجمهوريين والديمقراطيين للتمركز في ولايات أخرى. لتصبح النتائج الأخيرة، دفعة معنوية للحزب الديمقراطي وتُظهر أن الحملات المحلية المحكمة ورسائل الاقتصاد والقلق من الإدارة، قادرة على قلب التصورات الانتخابية في سباقات حاسمة، ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر: هل ستحول هذه الانتصارات إلى زخم منتظم ينعكس على الكونغرس في 2026 أم أنها ستعتبر موجة عابرة؟