المصريون بالخارج والانتخابات البرلمانية

زهور وأشواك

تابعت بالأمس، انطلاق المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب 2025، والتى بدأت بتصويت المصريين فى الخارج، وسط أجواء تنظيمية متميزة وإشادات واسعة من الناخبين بجهود وزارة الخارجية والسفارات والقنصليات.
المشهد العام الذى رأيناه ورصدناه يعكس ارتباط المصريين فى الخارج بوطنهم الأم، وحرصهم الشديد ليس فقط فى ممارسة حقهم الدستورى فى التصويت، ولكن لدعم مؤسسات الدولة والوقوف فى وجه قوى الشر التى تسعى لإفساد الانتخابات بالشائعات المغرضة والمحرضة.
عملية التصويت بدأت صباح أمس، داخل مقار البعثات الدبلوماسية المصرية فى 117 دولة، موزعة على 139 مقرًا انتخابيًا، وتشمل هذه المرحلة 14 محافظة منها الجيزة، والإسكندرية والفيوم والمنيا وأسيوط وقنا والأقصر.
وقد كثفت وزارة الخارجية استعدادها بشكل كبير بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة، حيث تم تعزيز عدد من السفارات والقنصليات بطواقم دبلوماسية وإدارية إضافية، إلى جانب تجهيزها بأجهزة حاسب آلى مرتبطة مباشرة بقاعدة بيانات الهيئة الوطنية للانتخابات، ما ساهم فى تسهيل إجراءات التصويت وتقليل زمن الانتظار.
هذا الإقبال الكبير والواسع عكس وعى الناخبين المصريين فى الخارج، ومن الجانب الآخر نجاح الدولة فى تعزيز ثقة المواطنين فى العملية الانتخابية.
كما أن السفارات والقنصليات لم تكتفِ بالتنظيم الجيد فحسب، بل قدمت كل معانى الشكر لسلطات الدول المستضيفة للجان الاقتراع، على دعمها ومساندتها، والمشهد بشكل كامل تلقى إشادات كبيرة من وسائل الإعلام، بفضل التنظيم المحكم والتفاعل الإيجابى من عدد كبير من الجاليات، الذين أثنوا على سلاسة الإجراءات وانتظام التصويت.
كما أكدت الهيئة الوطنية للانتخابات أن مشاركة المصريين بالخارج تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز تمثيلهم فى البرلمان، وضمان إيصال صوتهم فى القضايا الوطنية.
بهذا المشهد المشرق والناصع فى مسيرة العملية الانتخابية تواصل الدولة المصرية ترسيخ مبدأ المشاركة السياسية الفاعلة، وتؤكد أن أبناءها فى الخارج جزء أصيل ولا يتجزأ من مسيرة البناء والتنمية.
وهكذا تمضى الدولة المصرية بخطى ثابتة وإيجابية نحو ترسيخ دعائم الديمقراطية المنشودة، مدفوعة بإرادة شعبية واعية ومؤسسات وطنية تعمل بتناغم ومسئولية، وما جرى فى انتخابات المصريين بالخارج بالأمس، يؤكد أن المصريين يدركون جيدًا أهمية صوتهم فى بناء المستقبل.
ومع نجاح المرحلة الأولى تتجدد الثقة فى قدرة الدولة على تنظيم استحقاقات نزيهة وشفافة، تعكس تطلعات المواطنين وترسخ مبدأ الشراكة الوطنية فى صنع القرار.