لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد مساحة للترفيه أو تبادل الصور، بل أصبحت جزءا أساسيا من هوية الإنسان في العصر الحديث، فطريقة كتابتك وتعليقاتك وحتى نوعية المحتوى الذي تشاركه تعبر عن شخصيتك وثقافتك وذوقك. ومن هنا، تؤكد شريهان الدسوقي، خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية، أن الاتيكيت الإلكتروني لم يعد رفاهية، بل ضرورة لتواصل راق يعكس الاحترام والمسؤولية، تماما كما نفعل في العالم الواقعي. اقرأ أيضا| بعد الحكم بحبس نجله بساعات.. وفاة والد الفنان محمد رمضان الكلمة عنوان شخصيتك توضح الدسوقي، أن أول قواعد الاتيكيت الرقمي تبدأ بالكلمة، فالتعليقات الحادة أو الردود الساخرة أو الجدالات المطوّلة تفقد صاحبها احترام الآخرين سريعا. وتنصح باستخدام ألفاظ مهذبة حتى في حالات الخلاف. تجنب الرد أثناء الغضب، فالكلمة المكتوبة تبقى أثرها حتى بعد الحذف. الرد على الرسائل المهمة وعدم تجاهلها دون سبب، مع الاعتذار عند التأخير، كدليل على الاحترام واللباقة. الخصوصية أولاً تؤكد خبيرة الإتيكيت في تصريحات صحفية أن من مظاهر اللباقة الرقمية احترام الخصوصية، سواء كانت خصوصيتك الشخصية أو خصوصية الآخرين. فلا يجوز نشر صور أو أخبار تخص أحد دون إذنه، كما يستحب التفكير جيدا قبل مشاركة أي معلومة شخصية قد تستخدم بطريقة غير لائقة لاحقا،الاتيكيت هنا لا يعني الانغلاق، بل الوعي بما ينشر ومتى ينشر وكيف يفهم. سلوكيات يجب تجنبها وحذرت الدسوقي، من بعض السلوكيات الشائعة على السوشيال ميديا، أبرزها: المقارنة المستمرة، لأنها تزرع الإحباط وتشوه الصورة الذاتية، ونشر الحزن أو الغضب باستمرار: مما يثقل المتابعين ويضعف حضورك العام، والرد على الشائعات أو الدخول في نقاشات عدائية: فهي أكثر ما يضر السمعة، وإعادة نشر محتوى دون التحقق من مصدره: لأن المشاركة غير الواعية قد تضع المستخدم في موقف قانوني أو أخلاقي محرج. حضور راق ومسؤول. أخمتت الدسوقي بقولها:"إتيكيت السوشيال ميديا ليس قيدا، بل مساحة راقية للتعبير الواعي. كل منشور يضيف ملامح لصورتك أمام العالم، وكل تفاعل يظهر أخلاقك قبل آرائك"، فلتكن كل نقرة امتدادًا لذوقك الحقيقي، وكل تعليق مرآة لاحترامك لذاتك وللآخرين، لأن الرقي لا يُقاس بعدد الإعجابات، بل بأثر الكلمة وأسلوب الحضور. في عالم سريع الإيقاع تحكمه الشاشات، يظل الإتيكيت الرقمي سلاحك للحفاظ على صورتك الأنيقة واحترامك الذاتي. فالتواصل الذكي لا يعني الصمت، بل الحديث بلطف، والنشر بوعي، والتفاعل بذوق.