تواجه ملايين الأسر الأمريكية خطر فقدان جزء كبير من مساعداتها الغذائية، بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين 3 نوفمبر، عن خفض واسع في تمويل برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP)، نتيجة استمرار الإغلاق الحكومي الفيدرالي الذي دخل شهره الثاني. ووفقًا لوثائق صادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية، فإن الحكومة ستلجأ إلى استخدام نحو 4.65 مليارات دولار من صندوق الطوارئ لضمان استمرار صرف الإعانات الغذائية مؤقتًا، ما يغطي فقط نصف المساعدات المخصصة لما يقارب 42 مليون مستفيد في مختلف الولايات. ويُعد برنامج "سناب" أحد أكبر برامج الدعم الاجتماعي في الولاياتالمتحدة، إذ يعتمد عليه شخص من كل ثمانية أمريكيين لتأمين احتياجاته الغذائية الأساسية. غير أن استمرار الخلاف السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الموازنة الفيدرالية منذ مطلع أكتوبر أدى إلى تعطيل تمويل البرنامج، مهددًا بقطع الإعانات عن ملايين الأسر ذات الدخل المحدود. وكان قاضٍ فيدرالي قد أصدر قرارًا طارئًا يوم الجمعة الماضي، سمح للحكومة باستخدام الأموال الاحتياطية لمواصلة صرف المساعدات، إلا أن مسؤولين في وزارة الزراعة حذروا من أن استئناف عمليات الصرف بشكل كامل سيستغرق أيامًا بسبب توقف الأنظمة في معظم الولايات. وقال برايان غرين، رئيس بنك الطعام في هيوستن، إن تعليق البرنامج ترك "نحو 425 ألف أسرة في المنطقة دون دعم غذائي"، مشيرًا إلى أن المؤسسات الخيرية المحلية "تبذل جهودًا مضنية لتوفير احتياجات الأسر المتضررة إلى حين عودة البرنامج للعمل". وفي الميدان، تعكس قصص المواطنين حجم الأزمة. فقد قالت ساندرا جوزمان، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 36 عامًا، إنها لم تتمكن من الحصول على قسائم الطعام الأسبوع الماضي، مضيفة: "الأمر لا يتعلق بالكماليات، بل بتأمين الطعام لأطفالي. كانت القسائم تغطي 40% من نفقاتي الشهرية". أما ماري ويلوبي، البالغة 72 عامًا، فانتظرت في طابور طويل أمام ملعب في هيوستن للحصول على معونة غذائية مع حفيدتها، محذّرة من أن استمرار تجميد المساعدات "قد يقود إلى فوضى اجتماعية واسعة"، على حد قولها. وتصاعدت الانتقادات في الأوساط الشعبية، إذ رأت كارولين غاي (51 عامًا) أن "من غير المنطقي أن تُنفق الإدارة ملايين الدولارات على إنشاء قاعة رقص جديدة في البيت الأبيض، بينما تدّعي عدم توفر الأموال لإطعام الفقراء". ويُعد هذا التوقف، إن استمر، الأول من نوعه منذ تأسيس برنامج "سناب" قبل نحو ستين عامًا، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع رقعة الأزمة الاجتماعية داخل الولاياتالمتحدة، مع تراجع قدرة الحكومة على تمويل برامج الرعاية الأساسية في ظل استمرار الإغلاق السياسي الأطول في تاريخ البلاد الحديث.