«ارفع راسك فوق انت مصرى» جملة عبقرية لطالما تتهادى للذاكرة والوجدان كلما عن عليهما موقف وطني، لكنها لم تغادر الجميع الأسابيع الماضية، بأيام خالدة حلق فيها علمنا المفدى فى سماء الكوكب بأثره من شرم الشيخ للدار البيضاء مرورا بباريس ليكتمل عقد تلك الأيام بحدث جلل، ليأتى 1نوفمبر 2025 ويصبح يوما مشهودا فى تاريخ مصرنا الحبيبة. مشهود وخالد لأسباب عديدة، ففيه خرجت للنور أعظم هدايا مصر للعالم ممثلة فى المتحف الكبير، وفيه اصطف ملوك وأمراء وممثلو 79 دولة واقفين فى صمت ومهابة وجلال امام كنوز أجدادنا وعزم وقدرة احفادهم، وفيه وقفت عقارب الساعة بالعالم كله والتف مئات الملايين حول الشاشات متابعين ما اعتبروه اهم حدث ثقافى حضارى بل ومعمارى فى العصر الحديث، وفيه اشرأبت اعناق المصريين ومحبيهم فخرا وتيها، وطأطأت وانخسفت رؤوس المتربصين بهم من كل حدب وصوب، ولم لا فمصر تنهض رغم كل مكائد تدميرها، وتبنى وتعمر رغم كل محاولات جرها للخراب والدمار، ومصر تحيا وتعلو رغم الموت الذى خيم على كل من حولها، ومصر عادت للقيادة والريادة والمقدمة، لتهزم كل فخاخ جرها للتراجع والانهزام وضياع المكانة والمهابة. أى فخر لنا كمصريين اكبر من ان نرى العالم بأسره، محبين وكارهين، يرفع القبعة لهم ولبلدهم، أى فخر أكثر من أن نصبح محور حديث العالم وتقديره وإعجابه وإشادته، اليوم نقولها عالية وبحق «ارفع راسك فوق انت مصري» افتخر بوطنك. لقد كنت انوى ان اكتب اليوم مفندا محاولات المتربصين والمرجفين للنيل من فرحتنا وفخرنا، لكنى وجدت انهم لا يستحقون عناء الرد، وفكرت ان اكتب «ماذا بعد افتتاح المتحف» وأفضل السبل لتحقيق أقصى استفادة منه، لكنى وجدت ان هذا وقت الفرحة الكبرى بالإنجاز العظيم، ووقت الفخر الوطنى ولا يجب ان يعلو فوقهما صوت، ولتأخذ الفرحة والفخر وقتهما مهما طال، وادعو المصريين جميعا وادعو كذلك من تسعده فرحتنا او تنغصه ان يطالع ردود افعال العالم كله حول المتحف وحفل افتتاحه وكيف يغبطنا ويحسدنا عليهما العدو قبل الصديق لنتأكد انه وبحق وقت الفخر والفرح والسعادة فقط، ولتحيا مصر دائما أبدا.