فى تلك اللحظة التى قام فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى بوضع آخر قطعة، إيذانًا بافتتاح متحف مصر الكبير، هدية مصر للعالم، نجد أنفسنا أمام فصل جديد، مكتوب بأحرف من نور، من تاريخ الحاضر والمستقبل، فى قصة مصر عبر تاريخها الضارب فى عمق التاريخ. سعادتى من سعادة كل مصرى، وعربى، وكل محبى السلام والإنسانية، بهذا الإنجاز الكبير، سعادة بما رأيت وتابعت من احتفال يليق بالحدث الذى طال انتظاره، وكانت قصة إنشائه، حكاية من حكايات الشعب المصرى، الذى دافع عن هويته، وانتصر لها، فى مرحلة حساسة من تاريخه، ودفع فاتورة ذلك، ولكنه كان على الحق المبين، وآن له أن يفرح، وإن طال الزمن.. كل شىء كان مبهرًا، ويليق بقامة مصر السامقة فى دنيا التراث والآثار، حيث تصدرت الاحتفالية نشرات الأخبار فى كل فضائيات العالم، الآمال تناطح عنان السماء، والروح المعنوية فى أوجها. أكثر ما جنيناه من احتفالية المتحف المصرى، هذا الطوفان الجارف من الاعتزاز بالوطنية، وبالتراث المصرى القديم، مهم أن يعرف الأبناء والأحفاد أن أجدادهم صنعوا حضارة سادت الدنيا، وحكمتها بالعلم والفن والثقافة، وبالعدل والحكمة التى صدروها إلى العالم، ولا ينقصهم شىء ليستعيدوا مجدها التليد. هناك رسائل لا تخطئها عين فى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما حرص على تضمين كلمته، اعتزاز المصريين وارتباطهم بالنيل الذى وهبهم الحياة، كما أن هناك عدة فقرات وجهت مباشرة لتوظيف فكرة ارتباط المصرى القديم بالنيل، وفى السماء فوق الأهرامات طارت رسائل مفادها أن مصر هى أرض السلام، وأن مصر التى أنجبت أعظم المحاربين العظماء الذين لا تزال تدرس أفكارهم فى كليات الحرب على مستوى العالم، هم أنفسهم الذين انحازوا للسلام، فجعل الله من فوق سبع سماوات أرضهم وطنًا للسلام من يدخلها يستظل بالأمن والأمان. افتتاح المتحف ليس النهاية، بل هو البداية الحقيقية لنهضة سياحية، تتكامل مع مشروع تطوير هضبة الأهرامات، ونزلة السمان، ناهيك عن اكتمال البنية الأساسية وإنشاء الطرق، وشبكة المونوريل، والقطار السريع والخطوط الجديدة للمترو.. من حق مصر 30 مليون سائح، يجب أن نستعد لهم بفندق، والأهم بشعب يحسن التعامل مع السائح.. مبروك لكل مصرى هذا الإنجاز .