في إنجاز جديد يليق بعظمة الحضارة المصرية، يستعد المتحف المصري الكبير لتسجيل اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بفضل ما يضمه من كنوز أثرية ومساحته الشاسعة التي تجعله الأضخم على مستوى العالم، متفوقًا على متحف اللوفر الشهير في باريس، رمز الفن والثقافة الأوروبية. اقر أ أيضًا | الرئيس السيسي يشهد بعد قليل افتتاح المتحف المصري الكبير المتحف الأكبر في تاريخ الحضارة يرى خبراء الآثار والسياحة أن المتحف المصري الكبير مرشح بقوة لدخول موسوعة جينيس خلال الأشهر الأولى من افتتاحه، لما يتمتع به من حالة فريدة تجمع بين الحداثة والعراقة، ولأنه يضم أعدادا غير مسبوقة من القطع الأثرية التي تمثل جميع مراحل التاريخ المصري القديم. وأوضح الخبير الأثري إسماعيل عبد اللطيف أن المتحف يحتوي حاليا على نحو 105 آلاف قطعة أثرية تنتمي للعصور الفرعونية وما قبلها، وهو العدد الأكبر على مستوى العالم حتى الآن، مشيرا إلى أن المتحف لا ينافس فقط في الكم، بل في طريقة العرض والتقنيات الحديثة التي تجعل الزائر يعيش تجربة تاريخية متكاملة. مقارنة بين المتحف المصري الكبير واللوفر الفرنسي قال عبد اللطيف إن متحف اللوفر يضم في مقتنياته ما يقرب من 380 ألف قطعة فنية وأثرية، لكن المعروض منها للجمهور لا يتجاوز 38 ألف قطعة فقط، بينما سيعرض المتحف المصري الكبير نحو 100 ألف قطعة بشكل دائم، ما يضعه في الصدارة كأكبر متحف أثري في العالم من حيث عدد المعروضات. كما أشار إلى أن مساحة المتحف المصري الكبير تبلغ 490 ألف متر مربع، أي ما يقارب ضعف مساحة اللوفر الذي تبلغ مساحته نحو 210 آلاف متر مربع فقط، مضيفًا أن التنوع الزمني والثقافي في معروضات المتحف المصري يمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العهد الروماني، في عرض شامل لتاريخ الإنسانية من قلب مصر. جاذبية سياحية غير مسبوقة من جانبه، أوضح الدكتور محمود أحمد حسن في تصريحات صحفية ،المستشار الفني بوزارة السياحة والآثار، أن المتحف الكبير مؤهل تماما لدخول موسوعة جينيس بفضل مساحته الهائلة وعدد معروضاته، إضافة إلى التقنيات المتقدمة في العرض المتحفي التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. وتوقع حسن أن يستقبل المتحف نحو 5 ملايين سائح سنويا بمفرده، أي ما يعادل عدد الزائرين لكافة متاحف مصر الأخرى مجتمعة، الأمر الذي من شأنه رفع إجمالي عدد زوار المواقع الأثرية في مصر إلى نحو 10 ملايين سائح سنويا. منبر عالمي للحضارة المصرية أما الدكتور أحمد عبد الحميد، خبير المصريات بوزارة السياحة والآثار، فأكد أن دخول المتحف المصري الكبير موسوعة جينيس بات "أمرا شبه مضمون"، سواء من حيث العدد الهائل للقطع المعروضة أو من خلال القطع الفريدة التي لا نظير لها في أي متحف آخر بالعالم. وأشار إلى أن المتحف لا يمثل فقط مركزا للعرض الأثري، بل سيكون منصة ثقافية وتعليمية وسياحية متكاملة تضع مصر مجددا في صدارة المشهد الحضاري العالمي. مصر تكتب التاريخ من جديد بهذا الصرح العملاق، تثبت مصر أن حضارتها لا تزال تتفوق على الزمن، وأن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل رسالة متجددة من قلب التاريخ إلى العالم بأن أرض الفراعنة لا تعرف إلا الريادة. فبعد آلاف السنين من بناء الأهرامات، تعود مصر لتصنع معجزة جديدة ،هذه المرة ليست من حجارة، بل من العلم والفخر والتراث الحي.