في مشهد يفيض بسحر التاريخ وروعة الحِرف المصرية القديمة، يواصل مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير عمله الدؤوب لإعادة الحياة إلى واحدة من أندر القطع الملكية في العالم، مروحة الملك توت عنخ آمون، التي ستتألق قريبًا بين كنوز الملك الذهبي عند الافتتاح الرسمي للمتحف في الأول من نوفمبر. «مطار سفنكس الدولي».. بوابة مصر الفرعونية إلى العالم داخل معامل الترميم بالمتحف المصري الكبير، يعمل فريق من أمهر المتخصصين تحت إشراف أخصائي الترميم أحمد الشيخة على ترميم المروحة الملكية التي تُعد من القطع النادرة في مجموعة الملك توت عنخ آمون. وتُعتبر المروحة رمزًا للهيبة الملكية، إذ كانت تُستخدم في المراسم والاحتفالات، وقد وُجدت في مقبرة الفرعون الشاب بوادي الملوك، وما زالت تحتفظ بزخارفها البديعة التي تُجسّد دقة الفن المصري القديم. المروحة مصنوعة من مواد عضوية دقيقة الحساسية، تجمع بين الخشب والذهب وريش النعام، ما جعل عملية ترميمها من أدق المهام داخل المركز. استخدم المرممون أحدث التقنيات العلمية في التنظيف المجهري والتثبيت الكيميائي لضمان الحفاظ على ألوانها وملمسها الأصلي دون المساس بقيمتها الأثرية. ويقول أخصائي الترميم أحمد الشيخة إن العمل على المروحة استغرق شهورًا من الدراسة والفحص المجهري لتحديد أنسب أساليب المعالجة، مؤكدًا أن الهدف هو الحفاظ على كل تفصيلة كما صنعها الحرفيون القدماء قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام. ويضيف أن المروحة ستُعرض في قاعة الملك توت عنخ آمون، ضمن مجموعة تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية اكتُشفت في مقبرته الشهيرة، ويمثل عرض المروحة في المتحف المصري الكبير حدثًا استثنائيًا، لأنها لم تُعرض كاملة من قبل بهذا الشكل، وسيكون الجمهور على موعد مع رؤية قطعة تُجسّد الأناقة الملكية والقداسة الدينية التي أحاطت بالفرعون الذهبي. بهذا الجهد الدقيق، يواصل مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير رسالته في صون التراث المصري، وإعادة الحياة إلى قطعٍ خلدها الزمان، لتروي للأجيال القادمة قصة مجدٍ لا يزول... قصة الملك توت عنخ آمون الذي ما زال يسحر العالم بعد أكثر من ثلاثة آلاف عام.