كثيرون لا يعرفون أن الكاتب الساخر جلال عامر شارك فى حرب الاستنزاف، وشارك فى حرب أكتوبر برتبة «نقيب» ضمن الفرقة 18 التى قامت بتحرير القنطرة شرق بقيادة اللواء فؤاد عزيز غالى، وقال - رحمه الله - فى حوارات صحفية وتليفزيونية كثيرة إن حرب 6 أكتوبر هى الحرب الأكثر قرباً لقلبه وقلمه وكان لها تأثير فى أسلوبه الساخر. وكتب ضمن ما كتب عنها : «برغم أننى سكندرى أصيل مولود على بحر الأنفوشى، فإننى لم أعبر القنال سباحة أو فى قارب، لكن فى معدية على المعبر لأجد محمود مختار شقيق نجم كرة القدم حسن مختار حارس مرمى فريق الإسماعيلى وقتها وزوج السيدة رجاء الجداوى، رأيته وهو يقبل الأرض ويغنى «أدينا عدينا»، ثم احتضننى، بينما تقذف طائرات «الفانتوم» علينا قنابل البلى ليصاب هو وأنجو أنا، فالبلى صديقى منذ أيام الطفولة، ثم تأتى قنبلة باحثة عن الأفراد «مثل مخبرى المباحث» ليصاب «عبدالمسيح» و«رفعت» وتختلط دماؤهما، ونطلب لأحدهما جماعة دفن الموتى وللآخر جماعة الإسعاف دون أن يقول أحد «إشمعنى!»، فى حرب أكتوبر المجيدة كان الهلال مع الصليب ضد النجمة.