شاءت الأقدار أن يفارق والده الحياة.. ولا يعرف عنه سوى اسمه.. جابر محمد الذي توفي بعد مولده بعام واحد، حيث توفي وعمره 26 عاماً، ولم تمهله الأيام حتى أن يرى ابنه الوحيد (محمد) وهو يكبر أمام عينيه ويصبح صبياً ثم شاباً، ثم رجلاً يشرفه أن يحمل اسمه من بعده، ويستند عليه في شيخوخته، ويكون امتداداً لاسمه، وسيرته وحياته. اقرأ أيضا| نور الشريف.. وحادث مؤسف بسبب (برص) إنه محمد جابر، الشهير فنياً باسم نور الشريف، وبحسب ما نشرت مجلة آخر ساعة عام 1978، وأثناء اللقاء قال: إن والده كان كالبرق الخاطف في حياته، يختفي بسرعة ولا يتذكر حتى ملامحه.. هل كان أبيض الوجه؟ طويلاً أم قصيراً، بديناً أو نحيلاً. لكن الأقدار كانت تعد له ولشقيقته عواطف مفاجئة أقوى وأكبر من قدرتهما على احتمالها. غابت الأم واختفت أيضاً، لم يصبها مكروه أو أن التحقت بأبيه بل سافرت إلى إحدى دول الخليج بعد أن قررت أن تستقر هناك إلى جانب زوجها الجديد الذي استطاع أن يملأ الفراغ الذي تركه أبيه الراحل في قلبها وحياتها. وتركته وشقيقته وهما في أشد الحاجة إلى عطفها وحنانها ورعايتها، وكان يبلغ من العمر آنذاك 6 سنوات، وعندما بدأ يدرك الأشياء، ويعرف هذه الحقيقة. تفتحت عيناه على الحياة في حي الخليفة_ 7 حارة الصايغ، في بيت مليئ بالأطفال، وبحسب وصفه إنه بيت يختلف عن كل البيوت، حيث الطابق الأول توجد به غرفتان تسكنهما (خياطة) وفي نفس الطابق تقيم عمته، أما الدور الأرضي كان يوجد به مخزن كبير للبقالة يمتلكه عمه يشاركه فيه والده، فقد كان يعمل بقالا أيضا. وفي نفس الدور الأرضي توجد حجرتان تسكنها أسرة فقيرة، والطابق الثاني كان يتكون من 7 حجرات وصالة كبيرة واسعة يلعب فيها الكرة وسط عائلة كبيرة جدا ليست كبيرة من ناحية الثروة والجاه والحسب والنسب، لكن لعدد افرادها التي تتكون من عمه أمين البقال و12 طفلا وطفلة هم أبناء وبنات عمه الذي توفيت زوجته أيضا وتركت له 6 أطفال ورفض أن يتزوج بعدها من أجل اولاده. ويستكمل نور الشريف، أن عمته كانت نموذجا مثاليا من النماذج الخرافية غير الموجودة في هذا العصر، حيث رفضت أن تترك هذا البيت بناء على رغبة زوجها ليعيشا حياة مستقلة، لكنها رفضت، حيث كانت العصمة بيدها، واتخذت القرار وطلقته لتتفرغ لتربيتي انا وشقيقتي، وأبناء عمي الأطفال ال6. وأنهى نور الشريف حديثه قائلا: يجب ألا يندهش أحد اذا مارأى هذه النظرات البائسة في عيون اليتامى الذين فقدوا آبائهم، وتخلت عنهم أمهاتهم، قبل الأوان. لقد عاش هذه التجربة.. وعرف معنى البؤس والحرمان.. زاملهما وعاشرهما سنين طويلة، ومن شدة ارتباطه بهما لم يفكرا ابدا في الابتعاد عنه أو مفارقته. مركز معلومات أخبار اليوم