في حياة الفنان الراحل نور الشريف، الكثير من الأسرار التي لم يقترب منها أحد، رواها في فترة مبكرة من حياته، وسجلها خلال اعترافاته للمقربين، ومن ضمن هذه الأسرار هي علاقته بأمه. وعلاقة نور الشريف بأمه، كانت متوترة، إذ إنه ولد يتيما، فوالده توفى وكان عمره أقل من عام، ما اضطر أمه بسبب ضغوط من أهلها أن تتزوج لصغر سنها الذي لم يتعد وقتها الثانية والعشرين بعد وفاة زوجها. كان قدر الطفل محمد جابر، وهو الاسم الحقيقي لنور الشريف، أن يعيش محروما من الأب وبعيدا عن الأم، بعد أن رفض عمه «إسماعيل» أن يذهب مع والدته في بيتها الجديد، معللا ذلك بأنه لا يمكن أن يرضى أن يعيش ابن شقيقه الراحل وأخته «عواطف» مع رجل غريب. القرار كان لدى الطفلين «محمد وعواطف»، وفوجئت الأم عندما جاءت لتأخذ أبناءها، بأن الابن الصغير لا يصافحها، وعندما اقتربت منه جرى ليحتمي في أحضان عمته. ذهبت أمه وتركته في بيت عمه «إسماعيل»، لم يشعر باليتم لحظة، بحسب ما قاله نور الشريف في اعترافاته للكاتب ماهر زهدي، فالعم كان يعامله معاملة خاصة؛ تكفل بتربيته ورعايته. بعد سنوات لم تستطع الأم تحمل فراقها عن الابن، فأوعزت لزوجها بأن يخطف «نور» من المدرسة، ووعدها بأن يأتي به، وبالفعل ذهب بمجموعة من الرجال، لكنهم فشلوا بعدما صرخ الطفل والتف الناس منقضين حول الخاطفين، وذهبوا بهم إلى قسم الشرطة. يستكمل نور الشريف في حوار تليفزيوني قبل الرحيل، بأنه ندم على معاملته القاسية؛ لأن زواجها كان حقا لها، خاصة وأنها كانت صغيرة السن.