تعددت صورة "اليتيم " في الأعمال الفنية سواء إن كانت مسلسلات أو أفلام حيث يعتبر الفن مرأة للواقع والمجتمع الذي نعيشه فوجدنا قصص تحكي عن وجع هؤلاء الأطفال وشاهدنا كيف يتم تركهم على أبواب المساجد أو مؤسسات الرعاية الاجتماعية ، وحاول العديد من الأعمال الفنية ان تستدرج عطف المشاهدين. قصة " اليتيم" حقيقية موجودة على واقعنا وفي كل الأزمنة والأمكنة، حيث ظهر ذلك في كتابات كل من "تشارلز ديكنز" والروسي "دوستويفسكى" والأمريكية "بيرل بل"، دون أن ننسى روايات أبطالها من اليتامى منها "أوليفر تويست"، و"المساكين"، و"اليتيمتان". نستعرض اليوم في "مصراوي " مجموعة من الأعمال الفنية التي عرضت شخصية اليتيم وناقشت بشكل موضوعي في عالم السينما والتليفزيون، ومن هذه الأعمال. فيلم " اليتيمة " بطولة مديحة يسري والمطرب محمد أمين ومن إخراج فؤاد الجزايرلي، حيث عبر هذا الفيلم عن فتاة تنتحر وتترك طفلتها فى الشارع وتمر السنوات وتصبح الفتاة شابة تعمل ممرضة فى مستشفى يملكها ثرى وكان ثراؤه من تهريب الذهب ويقع فى حب الفتاة ابن هذا الثرى ويقرر أن يتزوجها لكن الأب يرفض ويعرف الابن حقيقة أبوه الذى يلقى جزاؤه ويتزوج الحبيبان. فيلم " دهب" بطولة أنور وجدي والطفلة فيروز وتدور أحداث الفيلم حول طفله جعلها القدر أن تكون بلا أب أو أم ، لأن والدتها كانت تعمل خادمة في بيت أحد الأثرياء وصاحب البيت تزوجها سراً وأنجب الطفلة قرر بعد ذلك موتها في النيل ولكن لعب القدر مرة أخري وجعل شخص يدعى وحيد الشهير بالفونسو هو الذي يهتم بها ويرعها حتى تكبر. وفيلم "الحرمان " من بطولة عماد حمدي و وزينات صدقي والطفلة فيروز حيث تدور أحداثه حول الأب الذي يربي طفلته بعد أن تتركها والدتها وتنشغل بعملها الذي يأخذ منها كل وقتها، ومن أجله تترك زوجها وطفلتها، تذهب الطفلة مع والدها للعمل فهي لا تجد من يرعاها وفي أحد الأيام تكون سببًا في وقوع حادثة لوالدها تشعر بذنبها فتهرب حتى لا تقع تحت طائلة العقاب. يبدأ الوالد في البحث عنها وتكون نقطة التقاء بين أبويها اللذان يعثران عليها في النهاية ويلتئم شمل الأسرة مرة أخرى. وفيلم "اليتيمتان " من بطولة فاتن حمامة و ثريا حلمي وإخراج حسن الإمام حيث دارت أحداثه عن رجل يعثر فى الطريق على مولودة صغيرة يتبناها وتنشأ مع ابنته كأختين ويشاء القدر أن يموت الرجل وتصبح الفتاتين وحيدتين فتقررا الاعتماد على أنفسهما ويكافحن معا فى الحياة ، وتسافران معا لكن الظروف تفرقهما فتتعرف أحداهما على شاب من أسرة راقية يحبها ويعرض عليها الزواج لكنها تؤجل الموضوع لحين العثور على أختها التي تقع فى يد سيدة شريرة تدير وكرا للإجرام وبعد أحداث ومفارقات تتقابل الأختان وتنتهى رحلة شقائهما فى الحياة التى تبتسم لهما أخيرا. وفيلم " سعد اليتيم " من بطولة أحمد زكي وفريد شوقي وإخراج أشرف فهمي ، حيث تدور أحداثه حول سعد اليتيم الذي قُتل والده بيد عمه، ورباه امرأة فاضلة إلى أن يكبر، وحتى أن تشاء الاقدار أن يحب ابنة عمه دون أن يعرفها. فيلم "الأبرياء " من بطولة نور الشريف وميرفت أمين وإخراج محمد راضي حيث تدور قصته حول فردوس تعيش مع أسرتها فى منزل زوج أمها فى الريف ثم تهرب من منزل والدتها، تلتقى فى القاهرة بالرسام عمرو، تشعر نحوه بحب رومانسي النزعة، تتزوجه رغم الحالة المادية التى يعانى، لكنها سرعان ما تتمرد على الواقع. وفيلم" جعلوني مجرماً " وهو من بطولة فريد شوقي وهدي سلطان وإخراج عاطف سالم " وناقش الفيلم قضية الشاب الذى يفقد والديه فى طفولته فلم يجد من يحسن تربيته ويستولى عمه على ثروته ويبددها على حياته الصاخبة وملذاته ويضيع الفتى وتلتقطه عصابة للنشل و يضعه عمه فى إصلاحية أحداث وبعد أن يكبر فى الإصلاحية ويخرج منها يحاول أن يجد عملا شريفا لكنه يفشب ويتورط في قضية إلى ان تساعده صديقته وتثبت براءته. وفيلم " اليتيم والحب " من بطولة سمير صبري وإخراج محمد فريد ،حيث دارت أحداثه حول المهندس حسن الذى يربى ابنه الوحيد بعد وفاة أمه ويتلاعب المقاول فى مواصفات عمارة صممها فيتصدى له فيحاول المقاول خطف ابنه و القضاء عليه بتلفيق التهم ولكن ينجح حسن في استعاده ابنه مرة أخري . وفيلم " اليتيم والذئب" من بطولة فاروق الفيشاوي و إلهام شاهين وإخراج حسين عمارة وتدور أحداثه حول المعلم زكريا الذي يمتلك اسطولا من المراكب للصيد، لكنه يتجر فى المخدرات سرا ويطلب منه "الشيخ صالح" رئيس عماله وصديقه أن يكف عن تجارته غير المشروعة وإلا سيبلغ الشرطة عنه، يواجه تهديده بالقتل .. يتولى المعلم زكريا رعاية دياب وسعاد طفلى الشيخ صالح وتقديم المعونة المالية للأسرة المنكوبة حتى يصبح "دياب" شابا يلتحق بالعمل بأحد المخازن. وكان اخر هذه الأعمال السينمائية فيلم "حين ميسرة" بطولة سمية الخشاب وعمرو سعد وإخراج خالد يوسف حيث يناقش قضية أطفال الشوارع و الطبقة المهمشة اجتماعياً والتي تقع تحت ضغط الظروف الاقتصادية من خلال العشوائيات السكنية.. وهذا من خلال ناهد "سمية الخشاب" والتي تهرب من تحرش زوج أمها فتهرب منه لتصبح ضحية اغتصاب بشعة، تتحول من بعدها إلى راقصة، بينما يعيش طفلها في الشارع بين مقالب الزبالة. وناقشت أيضا الأعمال التليفزيونية قصة "اليتيم" في أكثر من مسلسل منهم. ومسلسل "امرأة من زمن الحب" من بطولة سميرة أحمد و أحمد خليل وياسمين عبد العزيز ومحمد رياض وجيهان فاضل ومن إخراج حيث يناقش حكاية وفاة الأم وانشغال الأب عن أولاده وسفره للخارج مما يضطره ان يلجأ لأخته الصعيدية في تربية أبنائه وتتوالى المواقف بين العمة والأبناء . مسلسل " أولاد الشوارع" من بطولة حنان ترك و حنان مطاوع وإخراج شيرين عادل ويتناقش المسلسل قضية أولاد الشوارع الذين يتيتمون منذ ولادتهم ويربو في الشوارع حيث يعانوا من انتهاكات حادة نتيجة التفكك الاسرى و المجتمعي. واخيرا مسلسل "ادم وجميلة" من بطولة يسرا اللوزي وحسن الرداد وإخراج محمد سمير فرج، ويناقش المسلسل قصة حياة الطفلة جميلة التي يتوفى والدتها و والدها ويربيها جدها وعمها الذي يستولى على أموالها. الشناوي: لا يوجد عمل فني متعمق ناقش "اليتم" أكد الناقد طارق الشناوي أن مجمل الأعمال التي قدمت سواء في السينما أو التليفزيون حول قصة اليتيم لم يكن فيها أي ابداع أو تعمق في دراسة حالات اليتيم المتعددة . وأضاف "اعتبر أن أبرز الأفلام التي قدمت في تاريخ السينما عن هذه القصة هو فيلم "جعلوني مجرما" للراحل فريد شوقي حيث إنه ناقش القضية بمنظور اجتماعي عميق واشركت في كتابتها أربعة من عمالة الفن وهم عاطف سالم و نجيب محفوظ و السيد بدير و فريد شوقي. استطرد الشناوي مثلا قائلا:" قام فريد شوقي في هذا الفيلم بالكتابة والإنتاج والتمثيل وعند قيامه بدفع 100 جنيها لنجيب محفوظ نظرا لمشاركته في الكتابة ، رفض محفوظ المبلغ وقال لشوقي " انا اتعلمت الكتابة من أول وجديد في جلساتنا" حيث أكد الشناوي أن هذا الموقف يدل علي مدي حرفية صناع العمل واهتمامهم به.