لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية حديثة، بل قوة محركة تعيد رسم ملامح الاقتصاد وسوق العمل حول العالم، تتجه الأنظار إلى تأثيره المتزايد على الوظائف التقليدية، خصوصًا تلك التي تشغلها النساء. بينما يتوسع الذكاء الاصطناعي في التحليل والإنتاج، تتصاعد المخاوف من تراجع فرص العمل الروتينية، مقابل بروز مهن جديدة تتطلب الإبداع والفكر النقدي، وتبدو النساء في مقدمة المتأثرين، إذ يشغلن نسبة كبيرة من الوظائف الإدارية والروتينية. وفي حوار خاص ل «بوابة أخبار اليوم»، يكشف د. هشام العراقي، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة أمازون بالولايات المتحدة، أن سوق العمل المصري مقبل على تغيير واسع في طبيعة الوظائف، وأن التحول لن يكون في عدد الوظائف فقط، بل في طريقة التفكير والمهارات المطلوبة، وإلى نص الحوار.. ◄ ما هي الوظائف المعرضة للخطر في عصر الذكاء الاصطناعي؟ أغلب الوظائف التي تشغلها النساء في مصر معرضة للاستبدال تدريجيًا خلال السنوات المقبلة، أيضًا الوظائف التي تعتمد على التكرار والإجراءات الثابتة، ستكون أول المتأثرين، أما تلك التي تحتاج إلى الإبداع أو التعامل الإنساني المباشر فستظل أكثر أمانًا. اقرأ أيضا| من خطر الاستبعاد إلى الريادة.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي عمل المرأة؟ ومن ضمن هذه الوظائف: - الوظائف المكتبية وإدخال البيانات - السكرتارية التنفيذية - المراجعات المالية والمحاسبة الروتينية - مراكز الاتصال وخدمة العملاء - الدعم الفني وتنسيق الجداول والتقارير - صياغة المحتوى المرئي والصحفي - الرسم ◄ هل الذكاء الاصطناعي أصبح يسيطر على البشر؟ الذكاء الاصطناعي مازال ضعيف جدًا، في التعامل مع البشر عاطفيًا وواقعيًا، ولهذا فإن المهن التي تتطلب تواصل إنساني ستظل أكثر استقرارًا. أما المهن الأكثر أمانًا في المستقبل القريب هي: - الرعاية الصحية والتمريض - التعليم والتدريب - الزراعة والخياطة - القيادة - الفنون والتصميم - المحتوى الإبداعي - العلاقات العامة - الإدارة الميدانية ◄ هل الذكاء الاصطناعي يلغي الوظائف؟ الذكاء الاصطناعي لا يلغي الوظائف، بل يعيد تعريفها، وينقل المرأة من التنفيذ إلى التفكير، ومن التكرار إلى الإبداع. وعن الوظائف الجديدة فهي: - مهندسة موجهات prompt engineer.. وهي التي توجه الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى دقيق ومبتكر. - مدربة ذكاء اصطناعي AI Trainer : تراجع مخرجات النماذج وتصحح مسارها - محللة بيانات Data analyst: تحول الأرقام إلى رؤى استراتيجية - خبيرة تسويق رقمي مدعوم بالذكاء الاصطناعي - مشرفة جودة خوارزميات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي - رائدة أعمال رقمية: تطلق مشروعها عبر الانترنت باستخدام الأدوات الذكية ◄ ما هي المجالات الواعدة للمرأة في عصر الذكاء الاصطناعي؟ أكثر المجالات الواعدة للمرأة في عصر الذكاء الاصطناعي، هو المحتوى الإبداعي، سواء في الإعلام أو الإعلان، أو الإنتاج الرقمي. وقد ينتج الصور والنصوص، لكنه لا يملك الحس الإنساني ولا الخبرة الحياتية التي تصنع الفكرة المؤثرة. المحتوى الحقيقي لا يقاس بعدد الكلمات أو الصور، ولكن بالمعنى الذي يتركه لدى الجمهور، ولذلك ستظل المرأة المبدعة في الإعلام والتسويق وصناعة القصة عنصرًا لا يمكن استبداله. من تمتلك الحس الإنساني والخيال، ستجد أن الذكاء الاصطناعي ليس منافسًا لها، ولكن شريكا في رحلتها الإبداعية، لدينا في مصر نساء ذكيات وطموحات، ومن تتعبم اليوم ستكون في مقدمة من يصنعون الغد. ◄ ما هي النصائح التي ترغب في توجيهها استعدادًا للمرحلة القادمة؟ هناك 3 نصائح، لكي تواصل المرأة دورها في سوق العمل، وتطوير مهاراتها، لأن المنافسة القادمة ليست بين الموظفين، بل بين من يتقن استخدام الذكاء الاصطناعي ومن يتجاهله. اقرأ أيضا| الذكاء الاصطناعي أم الضمير.. من يحكم العالم؟ - الإلمام بالأدوات الذكية: وتشمل إجادة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي من إعداد التقارير وحتى التحليل والتسويق. - الفهم التحليلي والنقدي: الذكاء الاصطناعي ينفذ، لكن الإنسان هو من يوجه، ومن يفكر بعمق يستطيع تحويل التقنية إلى ميزة تنافسية. - التعلم المستمر والمرونة: التكنولوجيا تتغير بسرعة ومن لا يحدث علمه بانتظام سيجد نفسه خارج المستقبل. وفي ختام الحوار، أكد خبير الذكاء الاصطناعي د. هشام العراقي، أن التحول القادم ليس نهاية عمل المرأة بل بدايته من جديد، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي لا يقيس النوع، بل الجاهزية، والمرأة التي تتعلم وتواكب التطور لن تفقد وظيفتها، بل ستقود الجيل القادم من التغيير الرقمي، ومن تتعلم اليوم ستكون في مقدمة من يصنعون الغد.