مصر دولة تكتب التاريخ وتصنع الحدث منذ ميلادها.. فلم يكن غريبًا عليها أن تلعب دورًا مهمًا فى منطقتنا العربية بحكم مكانتها وثقلها التاريخى مصر دولة تكتب التاريخ وتصنع الحدث منذ ميلادها.. فلم يكن غريبًا عليها أن تلعب دورًا مهمًا فى منطقتنا العربية بحكم مكانتها وثقلها التاريخى.. فمع تعقيدات المشهد فى غزة واستحالة أن يجتمع الأطراف على حل يرضى الجميع ووصول الأوضاع إلى نقطة اللاعودة تنجح القاهرة فى إعادة ضبط البوصلة ويستطيع الرئيس عبد الفتاح السيسى بحكمته وهدوئه وتريثه أن يقنع الإدارة الأمريكية بتصويب رؤيتها تجاه القضية الفلسطينية وإزاحة مخطط التهجير بعيدًا جدًا وتغليب صوت العقل ليتحرك الرئيس دونالد ترامب بقوة فى اتجاه تنفيذ خطته للسلام التى أسفرت عن وقف إطلاق النار وتوقيع اتفاق شرم الشيخ التاريخى بحضوره شخصيًا لكى يؤكد أن مصر تكتب تاريخًا جديدًا للقضية الفلسطينية على أرض السلام وينقذ أبناء غزة من مشاهد التدمير المروعة والجوع والعطش والقتل اليومى على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى. كان شاعر النيل الكبير حافظ إبراهيم محقًا عندما قال على لسان مصر: أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق.. ودراته فرائد عقدى. مصر أيها السادة بحكم التاريخ والجغرافيا هذا هو دورها الذى فرضته الظروف عليها وتتحمله بصبر وحكمة وثقة فى الله العلى القدير وفى شعبها الذى يعتبر أن القضية الفلسطينية هى القضية الأم لنا. الآن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق شرم الشيخ مهما كان هناك خروقات أو حجج تصنعها تل أبيب لتعطيل الاتفاق استعدادًا للعبور إلى المرحلة الثانية التى أثق أنها ستتم لتنعم المنطقة بالسلام الذى غاب سنوات طويلة وينعم الشعب الفلسطينى فى غزة بالأمان وضمان عدم عودة المحتل ومن ثم إعادة إعمار غزة وهناك مؤتمر دولى كبير بالقاهرة الشهر المقبل لهذا الغرض. ولعل الجهود المصرية تخطو إلى الأمام بعد عقد اجتماعات الفصائل الفلسطينية بالقاهرة خلال الأيام القليلة الماضية والتى حققت نتائج مهمة فى توحيد الرأى الفلسطينى فى إطار استكمال الجهود لوقف الحرب على غزة ومعالجة تداعياتها وبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب تمهيدًا لحوار وطنى شامل لاستعادة الوحدة الوطنية. وجاء بيان الفصائل الفلسطينية ليعكس مستوى عال من المسئولية. وأجمعت الفصائل على دعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكل بنوده بما يشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع ورفع الحصار وفتح المعابر وبدء إعادة الإعمار لكن الأهم من كل ذلك كان الاتفاق على تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من المستقلين تتولى تسيير شئون الحياة والخدمات الأساسية بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية فى خطوة غير مسبوقة.. وهذه الصيغة لم تكن بعيدة عن الرؤية المصرية التى طالما أكدت أن الحل الحقيقى فى غزة ليس فى تقاسم النفوذ بل فى بناء إدارة مدنية مهنية تحفظ وحدة القرار الفلسطينى وتعيد الثقة إلى المجتمع الدولى تجاه قدرة الفلسطينيين على إدارة شئونهم. أيضًا جاءت زيارة الرئيس السيسى التاريخية إلى بروكسل ولقاؤه رؤساء دول أوروبا ورؤساء الوزراء والبرلمان الأوروبى لتعكس التقدير الكبير الذى توليه أوروبا لمصر وزعيمها وتأييدها غير المحدود لما يقوم به الرئيس السيسى لإقرار السلام فى الشرق الأوسط وسعيه الحثيث نحو تنمية بلاده لوضعها فى مكانها اللائق بها.. الحقيقة أننى شعرت بالفخر لهذا التقدير غير المسبوق لزعيم عربى استقبل بحفاوة كبيرة من الجميع وهو يستحقها فعلًا وقولًا. مصر ورئيسها تعرضا لحملة شعواء فى الفترة الماضية وهوجمت بعض سفاراتنا فى الخارج رغم أننا لم نغلق معبر رفح من جانبنا منذ بداية الحرب وحتى الآن وأننا الأكبر حجمًا فى المساعدات الإغاثية بشهادة المنظمات الدولية وأهالى غزة أنفسهم ومع توالى الأحداث شهد لنا نتنياهو أنه هو من يغلق المعبر من الجانب الفلسطينى.. نحن نفعل ذلك عن اقتناع ورغبة شعبية عارمة لمساندة الفلسطينيين وسنظل معهم حتى يتحقق حلم الدولة الفلسطينية بإذن الله بعد أن قضينا على حلم إسرائيل فى تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه.