ألف مبروك صديقى العميل أنت الآن فى أتم صحة وأفضل حال ومستوى الرؤية لديك فيه تحسن كبير تعرف ما المزعج فعلًا؟ إن شئت الحقيقة فالمزعجات كثر منها مثلًا أن تفقد الاتصال فجأة! هل هذا هو أشد المنغصات؟ بالطبع لا، ولكن.. ما رأيك إذا كنت تحاول أن تستنجد بأحد لإغاثتك فى لحظة ما، بسيطة؟ صحيح. طيب، كيف ترى إذا كنت تحاول تحويل أو استقبال أموال مثلا فى ساعة ضيق؟ عادي؟ ثم أيهما تفضل.. أن تبدأ ساعات من العمل على الإنترنت فعلًا ثم قبل إنجازه أخيرًا ينقطع الاتصال؟ إذن ماذا إذا كنت تقود سيارتك متتبعًا نظام الملاحة GPS؟! بالطبع ستفقد البوصلة والطريق وترتكب كارثة قد تعطلك ساعة عن موعدك بسبب أنك فقدت الاتصال على مطلع كوبرى ما كان لك أن تطلعه! هذه -وللأسف- هى جودة خدمة الإنترنت الآن، ولا أستهدف هنا أحدا على الإطلاق، بل أحاول فقط التذكرة بأن كل خطوة يجب أن تتبعها مشاوير طويلة، لا أفهم لماذا تتعثر فى المنتصف! مزودو الخدمة من جانبهم أراحوا رأسهم من «زن العملاء»، كيف؟ أقول لك.. إذا كانت شكواك عزيزى العميل من سوء خدمة الإنترنت الأرضى فقد أتينا لك بالحل، المسألة لها علاقة بالإيحاء فقط وأنت عزيزى المواطن تشغل رأسك أكثر من اللازم بالضوء الآتى من جهاز الاتصال الأرضى «راوتر»، وهل يعقل أنك كلما رأيت ضوءا أحمر تكون الخدمة منقطعة؟ بالطبع لا، هذه مسألة هامشية جدًا، لذا سنذلل هذه العقبة وسترى النور أخضر تمامًا طوال الوقت، إذا كانت الخدمة متوافرة أو لا ستجد الضوء أخضر فى الجهاز، أما هل ستكون الخدمة جيدة أم لا؟ فهذا هو سؤال الفقرة والإجابة لك أن عزيزى العميل، أجب عن السؤال بنفسك إذا وجدت خدمة أصلًا، لكن للحق.. اللمبة خضراء. أما إذا كنت عزيزى العميل تشتكى من تردى خدمة الإنترنت المحمول، فلا تغلق الهاتف وتعيد تشغيله فهذا زمان ولى وانتهى، فقط أغلق عينيك ثم أعد فتحهما مرة أخرى، ها ماذا ترى؟ علامة 4G تملأ وجه الشاشة و5G أيضًا، ألف مبروك صديقى العميل أنت الآن فى أتم صحة وأفضل حال ومستوى الرؤية لديك فيه تحسن كبير، لكن ماذا عن الخدمة؟ سؤال جيد أيها المشترك النميس وفى محله ولكنك تنشغل بتفاصيل لا طائل من ورائها أو عائد، ماذا يضيرك أو يفيدك إذا وجدت الخدمة أم لم تجدها؟ ثم يا عزيزى تستطيع أن تعتبر غياب الخدمة توفيرا لميزانيتك المحدودة التى تظن أنك اشتريت بها الشبكة والموظفين وكل شيء، أما هل ستحصل على تعويض مادى عن تردى الخدمة، فهذا أيضًا سؤال متسرع يا أيها المشترك، وهل كل ما بيننا يتوقف على هذه الفاتورة أو إيصال التعاقد؟ بالطبع لا فنحن عشرة عمر ونحن تحملناك بما يكفى لتغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فى حفلاتنا وإعلاناتنا، وهكذا! قد تبدو المسائل بهذه السهولة والبساطة لدى مشغلى خدمات الاتصالات ولكنها والله صعبة جدًا على من يمارسها، لسنا نبدأ من جديد لأذكرك بأن الاتصال حق من حقوق الإنسان، أو لأعرفك أهمية الإنترنت مثلًا فأكون «رغاي» بلا هدف، ولكن أتمنى لو أن أحدا يلقننى ماذا يتوجب على قوله لما يسألنى الناس عن سبب سوء الخدمة! والله استخدمت كل الأعذار من قبل، كأن مثلا أقول بأن حرارة الجو هى السبب والمسبب، فنحن بحمد الله وصلنا لفصل الشتاء والجو «طراوة»، أو أن أقول فى وقت سابق بأن شُح وقود المحطات هو السبب، أو أن الانقطاع الدائم للكهرباء يعطل بطاريات الأبراج فتفشل فى استئناف إرسالها، كلها والله استخدمتها مرارا وتكرارا، ولم يعد لى «وش» أمام الذين يثقون بي، فهل أقول مثلا ان السبب سنترال رمسيس أم أفقد الحيل أم أمعن أكثر فى التبرير فأصير «مبرراتي»، أم أجتهد قليلًا وأعثر على حانة تعد لى طبقًا لذيذا من الدقيق المعجون بالسمن البلدي، وأجلس واضعًا ساقا على ساق بمنتهى «التناكة» وآكل أخيرًا سد الحنك؟!