■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب رحلة الروح والعقل والجسد ممزوجة بالذكريات تشبه فصول حكاية واحدة، تجمع بين الواقع والخيال، بين الحلم والذاكرة، حين يعود الفنان أحمد الجنايني ليقدم رحلة طويلة من الإبداع تمتد لأكثر من خمسين عاما فى معرضه «جنون الذاكرة» بجاليري ضي بالزمالك، حيث يضم المعرض أكثر من 200 لوحة تلخص مسيرته الفنية، وتكشف كيف يرى الجنايني العالم بعين الحلم والخيال. في كل لوحة من لوحات الجنايني نلمح وجوها مألوفة من الحياة المصرية المرأة، العامل، المومياء، الطفل، وحتى ملامح من الحضارة القديمة، لكنها تظهر هنا بروح جديدة، تنبض بالحياة والدهشة. ◄ اقرأ أيضًا | محمود حامد.. حوار الألوان في حضرة السُّكون الجنايني يعتبر أن الفن هو الطريق الوحيد لمقاومة الموت، لذلك يرسم ليحافظ على الحلم حيا داخل اللوحة، يستخدم اللون كما لو كان صوتا، يعبر عن الفرح والخوف والحنين فى الوقت نفسه. ألوانه دافئة وقوية، تمتزج فيها الأزرقات والذهبيات بدرجات تحكى عن ذاكرة طويلة مليئة بالمشاعر والتجارب. يميل الجناينى إلى استخدام الرموز المصرية القديمة مثل المومياء وعيون الفيوم، إلى جانب عناصر من الحياة اليومية فى الشارع المصرى، التى ساعدته على ربط الماضى بالحاضر، فيجعل من لوحاته مرآة تعكس هوية الإنسان المصرى بكل ما فيها من جمال وتناقض. «جنون الذاكرة» ليس مجرد معرض، بل هو حكاية عمر، يشارك فيها الفنان جمهوره ما مر به من تحولات وتجارب. فى لوحاته نرى الشجن، ونسمع صوت الحلم، ونشعر بقلق الإنسان الذى يبحث عن نفسه وسط ضجيج العالم، فهو يقدم فنه بلغة قريبة من الناس صادقة وحافلة بالمشاعر والذكريات.