أعرب نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس خلال زيارة إلى إسرائيل الثلاثاء عن تفاؤله بصمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي رعته الولاياتالمتحدة، وذلك مع تكثيف واشنطن الضغوط على حركة حماس لتثبيت الهدنة في القطاع المدمّر. اقرأ أيضا| بريطانيا: مستعدون لنشر قوات بأوكرانيا حال التوصل لاتفاق بين موسكو وكييف واتهمت الولاياتالمتحدة وإسرائيل حماس بانتهاك الاتفاق الذي أبرم بناء على مقترح من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما شابته خروق وتأخير في تسليم رفات رهائن. ونفت الحركة ذلك. وقال فانس خلال مؤتمر صحافي في كريات غات في جنوب الدولة العبرية حيث تتابع بعثة أميركية تطبيق الاتفاق "نحن نسير على الطريق الصحيح. نبلي بلاء حسنا، لكن علينا الاستمرار في العمل على ذلك"، مضيفا "أعتقد أن الجميع يجب أن يشعر بالفخر بما وصلنا إليه اليوم، لكن هذا سيتطلب جهدا مستمرا ومتابعة ورقابة دائمة". وكان فانس وصل وزوجته إلى تل أبيب ظهر الثلاثاء، والتقى في مطار بن غوريون المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير اللذين كانا وصلا الى الدولة العبرية الاثنين. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن فانس سيلتقي أيضا مسؤولين إسرائيليين، وبينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأربعاء في القدس. وشدد فانس على أن واشنطن لم تحدد بعد مهلة لحماس لتسليم سلاحها، مؤكدا في الوقت نفسه أنه "لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في غزة". وأتت تصريحات فانس بعدما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن حلفاء بلاده مستعدون لإرسال قوات الى القطاع الفلسطيني ل"تأديب" حماس "في حال واصلت التصرف بسوء، في انتهاك لاتفاقها معنا". لكنه أشار إلى أنه أبلغ إسرائيل وحلفاء واشنطن الإقليميين بأن "الوقت لم يحن بعد" لمواجهة جديدة مع حماس". وتكثّف إدارة ترامب جهودها بعد الضربات الإسرائيلية التي طالت القطاع الأسبوع الماضي وكانت الأعنف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر. وتمّ بموجب الاتفاق الإفراج عن 20 رهينة على قيد الحياة كانوا محتجزين منذ هجوم حماس في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أشعل شرارة الحرب. وكان ينبغي على حماس بحلول 13 تشرين الأول/أكتوبر إعادة جثامين 28 رهينة، لكنها تؤكد أنها في حاجة إلى معدات لرفع الانقاض وللوصول إليهم. وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أنها ستسلّم جثتين "عند الساعة 9 مساء بتوقيت غزة (18,00 ت غ)" الثلاثاء. – الاتفاق "حتى نهايته" – وكانت الحركة سلّمت الاثنين رفات رهينة إلى الصليب الأحمر الدولي ليرتفع إلى 13 عدد الجثث المعادة. وأعلنت السلطات الإسرائيلية الثلاثاء أن الجثة عائدة إلى العسكري تل حاييمي. من جهة أخرى، أكد كبير مفاوضي حماس خليل الحيّة في مقابلة مع قناة "القاهرة الإخبارية" بثّت فجر الثلاثاء تصميم الحركة "على المضيّ في الاتفاق إلى نهايته". وقال "في ما خصّ ملفّ الجثامين، نحن جادّون لاستخراج وتسليم كلّ الجثامين كما ورد في الاتفاق". وأضاف "نحن نجد صعوبة بالغة (في استخراج الجثامين) لأنّه مع تغيّر طبيعة الأرض" بسبب الدمار الكبير في القطاع فإنّ استخراجها "يحتاج إلى وقت ويحتاج إلى معدّات كبيرة، ولكن بالتصميم والإرادة سنصل إن شاء الله إلى إنهاء هذا الملف كاملا". والتقى نتانياهو الثلاثاء رئيس جهاز المخابرات المصري حسن رشاد الذي وصل إلى القدس غداة لقاء مسؤولين مصريين وفداً من حماس. وأعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أنه خلال الاجتماع مع رشاد "نوقِشَت سبل تعزيز الهدنة السارية في القطاع، والعلاقات الإسرائيلية-المصرية، وتدعيم السلام بين البلدين، بالإضافة إلى الخوض في قضايا إقليمية أخرى". وتنصّ خطة ترامب في مرحلة لاحقة على آلية لحكم غزة بعد انتهاء الحرب تشمل تشكيل لجنة من التكنوقراط لتسيير شؤون القطاع اليومية بإشراف "مجلس سلام" يرأسه ترامب شخصيا، وعلى انتشار قوة استقرار دولية فيه على ألا يكون لحماس أيّ دور في حكم غزة. وأعلن الصليب الأحمر الثلاثاء أن إسرائيل سلّمت جثامين 15 فلسطينيا إلى قطاع غزة. والأحد، اهتزّ اتفاق وقف إطلاق النار بعد أعمال عنف أسفرت عن مقتل 45 فلسطينيا وفقا للدفاع المدني في غزة، وجنديين إسرائيليين، وفقا للجيش. وقالت ميراف زونسزين الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس إن "ترامب يترك إسرائيل تفعل ما تريده، لكنه يريد أن يبقى وقف إطلاق النار". وأضافت أن "ما يثير الخوف بشكل كبير هو أنه من دون الرهائن الأحياء هناك، الأمر الوحيد الذي يمنع إسرائيل من تدمير غزة بشكل إضافي هو ترامب". – "أمر عاجل للغاية" – وأكد برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء أن استمرار وقف إطلاق النار "حيوي" لإيصال المساعدات إلى غزة و"إنقاذ أرواح" داعيا مجددا إلى فتح كل المعابر المؤدية إلى القطاع المحاصر. ويُدخل برنامج الأغذية مساعداته حاليا من معبر كيسوفيم (شرق) ومعبر كرم أبو سالم (جنوب). لكنه يُطالب بالوصول إلى شمال القطاع وفتح معبر زيكيم بشكل خاص. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء "يجب الانتقال فورا إلى فتح الجسور الإنسانية ومختلف الطرق الإنسانية، وهذا أمر طارئ للغاية". وينص الاتفاق على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة الذي يعاني أزمة إنسانية كارثية؛ حيث أعلنت الأممالمتحدة في وقت سابق من السنة انتشار المجاعة. كما ينصّ على تجريد حركة حماس من السلاح، واستبعادها من أي دور في حكم غزة في المرحلة اللاحقة.