كشف تقرير جديد صادر عن الكنيست، وُصف بأنه «مقلق»، عن هجرة عكسية باتت تُهدد بنية المجتمع الإسرائيلى، مع ازدياد عدد المغادرين بلا عودة خلال السنوات الأربع الماضية، مقارنة بالأشخاص الذين يفضلون القدوم إلى دولة الاحتلال والاستقرار فيها وبناء مستقبلهم.وأظهرت بيانات صادرة عن مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست «أرقامًا مقلقة»، تشير إلى أن نحو 146 ألف إسرائيلى غادروا دولة الاحتلال بين عامى 2020 و2024، وهو رقم يتجاوز عدد العائدين إليها خلال الفترة نفسها، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» . فى عام 2020، غادر 34 ألف إسرائيلى البلاد، وارتفع هذا العدد فى عام 2021 ليصل إلى 43٫400 شخص. وفى المقابل، عاد إلى إسرائيل خلال الفترة نفسها 32.500 و23.600 شخص على التوالى. ووفقًا للتقرير، فقد شهد عام 2022 قفزة كبيرة فى عدد المهاجرين، إذ غادر 59.400 إسرائيلى، ما يمثل زيادة بنسبة 44%، مقارنة بعام 2021. واستمر اتجاه الهجرة التصاعدى فى عام 2023، حيث ارتفع عدد المغادرين إلى 82٫800 شخص، أى بزيادة قدرها 39% عن العام السابق. وأظهرت البيانات ارتفاعًا ملحوظًا فى عدد المغادرين من إسرائيل بعد عملية «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر 2023 واندلاع الحرب. كما كشف التقرير عن استمرار الهجرة من إسرائيل خلال عام 2024.ووفق أرقام رسمية صدرت فى وقت سابق، فإن نحو 82 ألف شخص غادروا إسرائيل عام 2024 إلى كل من اليونان وقبرص والبرتغال، بعد أن باعوا ممتلكاتهم.وتعليقًا على موجات هجرة الإسرائيليين إلى الخارج، قال رئيس لجنة الهجرة والاستيعاب فى الكنيست، جلعاد كاريف: «ما نشهده بمثابة تسونامي. يختار العديد من الإسرائيليين بناء مستقبلهم خارج دولة إسرائيل، ويقلّ عدد من يختارون العودة إليها. تُهدّد هذه الظاهرة تماسك المجتمع الإسرائيلي، ويجب اعتبارها تهديدًا استراتيجيًا حقيقيًا».وأضاف أن مغادرة الإسرائيليين تأتى نتيجة مباشرة لسياسات الحكومة التى فكّكت المجتمع حتى قبل اندلاع الحرب على غزة.