التحديات مستمرة فى وجه اتفاق إنهاء القتال فى غزة. فى آخر خطوات التصعيد كان بيان الخارجية الأمريكية الذى تحدث عن «معلومات موثوقة» بأن حركة حماس تخطط لهجوم وشيك على المدنيين فى غزة، وحَذَّر البيان بأنه إذا حدث ذلك، فسوف تُتَّخذ الإجراءات اللازمة لحماية سكان غزة والحفاظ على وقف إطلاق النار.. من جانبها ردت «حماس» بأنها من أجل حفظ الأمن تُواجه عصابات إجرامية يدعمها الاحتلال، وتقوم بعمليات قتل وخطف وسطو على المدنيين الفلسطينيين.. وهو ما كان الرئيس الأمريكى ترامب قد أيَّدهُ فى تصريح سابق كشف فيه عن توافق من نوع ما بين واشنطن وحماس على التصدى للعصابات الإجرامية بصورة مؤقتة. المهم الآن أن جهود الوسطاء مستمرة رغم العقبات، وأن نائب الرئيس الأمريكى سيكون فى تل أبيب غدًا، فى زيارة قد تحسم مشكلات كثيرة مع نتنياهو، وبالتأكيد فإن نائب الرئيس دى فانس، سيكون معه معلومات «وثيقة جداً» عن انتهاكات إسرائيل للاتفاق، والتى وصلت حتى الآن إلى ما يقرب من خمسين انتهاكًا موثَّقًا، أسفرت عن 38 شهيدًا كلهم من المدنيين الأبرياء ومعظمهم من الأطفال والنساء(!!) ولا شك أيضًا أن هذه التقارير «الموثوقة جدًا» تقول إن نتنياهو سيفعل المستحيل لإفشال الاتفاق، وأنه يختلق الأزمات لكى لا يُواجه الاستحقاقات الأهم خلال المراحل التالية، وأنه مصمم على إبقاء الحصار المضروب على غزة وعدم فتح معبر رفح وتنفيذ ما التزمت به إسرائيل بإدخال المساعدات وعودة الأممالمتحدة للإشراف على توزيعها. «التقارير الموثوقة» تقول بوضوح إن نتنياهو مازال أسير أوهامه فى «النصر المطلق» وأنه يدرك رغم كل التطمينات الأمريكية أن نهاية الحرب تعنى نهايته!! كل ما يحدث من تطورات يؤكد الحقيقة الثابتة بأن الانتقال السريع من مرحلة تثبيت وقف إطلاق النار إلى الإنهاء الفعلى للحرب، لابد أن يتم إنجازه، وأن يكون ذلك تحت رعاية الشرعية الدولية التى تضمن الالتزام بالقوانين والقرارات الأممية، والتى تُحاسب إسرائيل على جرائمها وتُعطى لشعب فلسطين حقوقه الكاملة فى أرضه ودولته المستقلة بلا قيدٍ أو شرط. طريق السلام واضح، وشروطه لا تقبل المساومة، ولا يمكن أن تُهادن احتلالًا عنصريًا أو تقبل إبادة جماعية لن تفلتَ من العقاب. فهل يمكن لأى «تقارير موثوقة» أن تتهرب من هذه الحقيقة؟!