في لحظة إنسانية نادرة جمعت بين الخوف والإيمان، كشف الفنان حمزة نمرة تفاصيل واحدة من أقسى التجارب التي مرّ بها في حياته، حين اشتبه الأطباء في إصابة ابنه «تميم» بمرض نادر يُعرف باسم «كاواساكي»، تجربة غيّرت ملامح حياته ونظرته للنجاح والرزق، بعدما عاش أيامًا طويلة من القلق والترقب داخل أروقة أحد مستشفيات لندن. يروي حمزة نمرة خلال لقائه ببرنامج «معكم» مع الإعلامية منى الشاذلي، أن ابنه «تميم» كان يبلغ من العمر ثماني سنوات عندما أُصيب بارتفاع حاد في درجة الحرارة، ظن الأطباء في البداية أنه حُمّى قرمزية يمكن علاجها بالمضادات الحيوية، لكن سرعان ما تبدّل التشخيص إلى احتمال إصابته بمرض مناعي نادر يُسمى «كاواساكي». يقول نمرة إن هذا المرض يُعد من أخطر الحالات التي قد تمس القلب عند الأطفال، إذ يمكن أن يؤثر على الشرايين التاجية إذا لم يُعالج خلال الأسبوع الأول من ظهوره، ويتابع: «قعدنا في المستشفى أيام طويلة من التوتر، الأطباء كانوا مترددين يبدأوا العلاج المناعي، خايفين يأذوه بخطوة مش محسوبة، وأنا ومراتي كنا بنعيش لحظات صعبة جدًا». ويضيف أن الأطباء قرروا في النهاية إعطاء الطفل علاجًا وريديًا خاصًا بالحالات المناعية، لكن المفاجأة كانت في تعرضه لتفاعل حاد أثناء تلقي العلاج استدعى تدخل فريق العناية المركزة لإنقاذه. وبعد تجاوز الأزمة، أوقف الأطباء العلاج المناعي واكتفوا بالمضادات الحيوية، لتؤكد الفحوص اللاحقة سلامة قلبه تمامًا. «الله أعلم لحد دلوقتي مش عارفين إذا كان فعلاً جاله كاواساكي ولا لأ»، يقول نمرة متأثرًا، «بس قعدنا سنة ونص بنرقيه كل يوم، كنت بحس إن لازم أعمل كده، هذه التجربة علمتني إن الرزق اللي بنقلق بسببه ولا شئ، رأس مالك الحقيقي هو أولادك وصحتك». ويكشف أنه لجأ لاحقًا إلى طبيب نفسي للتعافي من القلق المزمن الذي لازمه بعد تلك التجربة. ما هو مرض كاواساكي؟ بحسب موقع «مايو كلينك» الطبي، يُعد مرض كاواساكي من الأمراض التي تسبب التهابًا في جدران الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة، خاصة الشرايين التاجية المغذية للقلب. ويُعرف أيضًا باسم متلازمة العقدة اللمفية المخاطية الجلدية، إذ لا يقتصر تأثيره على الأوعية فحسب، بل يمتد إلى الأغشية المخاطية داخل الفم والأنف والعينين والحلق. تظهر أعراض المرض عادة في شكل حمى مرتفعة تستمر لأكثر من خمسة أيام، إلى جانب أعراض أخرى مثل الطفح الجلدي، تضخم الغدد اللمفية في الرقبة، احمرار العينين، تشقق الشفاه واحمرار اللسان، وتورم اليدين والقدمين يتبعه تقشر في الجلد. ورغم خطورته المحتملة، فإن مرض كاواساكي قابل للعلاج في أغلب الحالات، خاصة إذا جرى تشخيصه مبكرًا وتلقى الطفل العلاج خلال الأيام العشرة الأولى من ظهور الأعراض، ما يقلل كثيرًا من احتمالات إصابة القلب بمضاعفات دائمة.