كل الأنظار تتجه هذه الأيام إلى مصر، قبلة السلام للعالم أجمع، شعبها مسالم بطبعة، فالمصريون يعيشون كأسرة واحدة، تجمعهم رابطة الدم، وهو أمر لم يأت من فراغ، فالمصريون يعشقون العيش فى سلام، على مدى التاريخ لم يحدث أن بدأت مصر بالحرب تدافع دائمًا عن أرضها بكل بسالة وترفض أن ينال أى عدو منها، فاستراتيجية مصر الدائمة أنها لا تسعى للحرب، إلا إذا اضطرت لذلك، رغم ما تملكه من إمكانات عسكرية؛ وتقدم تكنولوجي؛ وتفوق فى الأفرع العسكرية المختلفة. القادة العسكريون على مر التاريخ اعترفوا بقدرات المصريين، نابليون بونابرت قال: «لو كان عندى نصف الجيش المصري لغزوت العالم»، وقال نابليون الثالث بعد حرب المكسيك: «قبل أن تصل الكتيبة المصرية إلى المكسيك لم نحظ بانتصار واحد، وبعد أن وصلت لم نمر بهزيمة واحدة، وقال المارشال الفرنسي مارمون عندما تولى قيادة الحلفاء فى حرب القرم لا ترسلوا لى فرقة تركية ولكن أرسلوا لى كتيبة مصرية، وقال المارشال سيمور قائد البحرية الإنجليزية أثناء حرب الإسكندرية تعقيبا على سرعة المدفعية المصرية فى الرد من الفتحات التى تم تدميرها: رائع أيها المصرى المقاتل. وقد أجمل الحجاج بن يوسف الثقفى صفات المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب قائلاً: لو ولَّاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل، فهم قتلة الظلمة وهادمو الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها، وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب، وهم أهل قوة وصبر وجلد وحمل، ولا يغرنك صبرهم، ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتقى غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم، فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض، واتق فيهم ثلاثاً: نساءهم فلا تقربنهن بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها، أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم، دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك.