◄ موقف القاهرة ثابت ومستمر.. منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة ◄ السيسي أكد مرارًا أن مصر ترفض التهجير.. ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية دائما فى القضايا الكبرى يظهر دور الدول الكبيرة والقادة الكبار، مصر عظيمة وعريقة وكبيرة وزعيمها قوى، وبعيد البصيرة، ولا يعترف بأنصاف الحلول، دور مصر القوى ظهر بعد أيام قليلة من هجمات طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر 2023، فقد أعلنت مصر فى 16 أكتوبر 2023عن عقد قمة القاهرة للسلام برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالعاصمة الإدارية. القمة جاءت كاستجابة طارئة للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى، التى أسفرت عن عدد من القتلى والأسرى الإسرائيليين، وردت إسرائيل بهجمات عسكرية وحشية أسفرت عن مقتل آلاف الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية بقطاع غزة، ودعت القمة لوقف التصعيد، وحماية المدنيين، وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية للقطاع، ومنع التهجير القسرى لسكان غزة، مع التأكيد على حل الدولتين. وفي تلك القمة عبر الرئيس عبدالفتاح السيسى عن موقف مصر القوى والثابت والمستمر منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، عندما قال: «مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير إلى سيناء، الحل هو دولة فلسطينية مستقلة، وليس نقل المعاناة إلى دول أخرى». وعلى مدى عامين استمرت مصر على موقفها الرافض لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير أهل غزة، ففى قمة الرياض التى عقدت فى نوفمبر 2023 أكد الرئيس السيسى مجددا أن «مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير، وسنواصل الوساطة لوقف الحرب». وهو ما تكرر فى آخر قمة عربية وإسلامية بالدوحة فى 15 سبتمبر الماضى، عندما قال الرئيس السيسي في كلمته : «نرفض التهجير القسري كخط أحمر، وندعو إلى تنفيذ الخطة العربية لإعادة الإعمار فورًا، مع ضمان عودة السكان إلى أراضيهم، حل الدولتين ليس خيارًا، بل ضرورة للسلام الدائم، بعاصمة فلسطينية في القدسالشرقية». وتكرر موقف الرئيس أيضا فى كلمته للشعب المصرى بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، التى أكد خلالها أن التجربة المصرية فى السلام مع إسرائيل لم تكن مجرد اتفاق.. بل كانت تأسيساً لسلام عادل.. رسخ الاستقرار.. وأثبت أن الإنصاف هو السبيل الوحيد للسلام الدائم.. إنها نموذج تاريخى يحتذى به فى صناعة السلام الحقيقى، ومن هذا المنطلق نؤمن إيمانا راسخا.. بأن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط.. لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.. وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية.. وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها». محاولات مضنية ومتكررة للوساطة والتفاوض من أجل إيقاف الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة شاركت فيها مصر مع الولاياتالمتحدةالأمريكيةوقطر وتركيا، لكن كلمة السر فى نجاح المفاوضات كانت مصر، التي استضافت وفود المفاوضين من حماس والجانب الإسرائيلى، والوسطاء من أمريكاوقطر وتركيا، ونجحت هذه المفاوضات بفضل الجهود المصرية المكثفة والمضنية في التوصل لاتفاق لإيقاف الحرب على غزة، لتعقد بعدها «قمة شرم الشيخ للسلام» برئاسة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وبمشاركة قادة العديد من الدول. القاصي والداني يعرف الجهود المصرية فى مفاوضات إيقاف الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 حتى أكتوبر الحالى، حيث لعبت مصر دورًا مركزيًا فى الوساطة لإيقاف الحرب على غزة، التى تسببت فى تدمير 60% من البنية التحتية بالقطاع، ونزوح 90% من السكان إلى الجنوب، ومقتل نحو 300 ألف فلسطينى، جهود مصر بالتعاون مع بعض الوسطاء ودعم دولى خاصة من الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت الركيزة الأساسية فى التفاوض على هدن ووقف إطلاق نار، مع التركيز على منع التهجير القسرى، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، ودعم حل الدولتين، حيث أدت هذه الجهود إلى تحقيق هدن مؤقتة ووقف إطلاق نار فى يناير 2025. مصر بدأت الوساطة فور اندلاع الحرب، وبدأت مفاوضات مبكرة خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2023 وذلك بالتنسيق مع قطر، لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، مقابل وقف القصف الإسرائيلى على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالى القطاع، وأسفرت الجهود عن هدنة مؤقتة فى نوفمبر 2023 لمدة 7 أيام، وكانت نتيجتها تبادل 105 رهائن إسرائيليين ب240 أسيراً فلسطينياً، وإدخال 200 شاحنة مساعدات يومياً عبر معبر رفح. كما استضافت مصر مفاوضات شرم الشيخ على مدى يقترب من العام والتى تضمنت عدة جولات، بمشاركة ممثلين للسلطة الفلسطينية، وحماس، وإسرائيل، والولاياتالمتحدة، وركزت على هدن طويلة الأمد وإطلاق سراح جميع الرهائن، وفى مايو 2024 اقترحت مصر خطة ثلاثية المراحل تتضمن إطلاق سراح الرهائن، ووقف العمليات العسكرية، وإعادة الإعمار، لكن الخطة واجهت رفضًا إسرائيليًا بسبب شروط حماس بضمانات عدم استئناف الحرب. وبعد ضغوط مصرية مكثفة وبالتعاون مع قطر توصلت الأطراف إلى هدنة فى 19 يناير 2025 شملت وقفاً كاملاً لإطلاق النار وإطلاق سراح 80% من الرهائن المتبقين (حوالى 100 رهينة)، وإدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً، وتشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة لإدارة غزة تحت إشراف السلطة الفلسطينية. وطوال مدة الحرب بذلت مصر جهودا كبيرة من أجل تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة من خلال معبر رفح وكرم أبو سالم، حيث أدارت مصر دخول 87% من المساعدات الدولية (حوالى 580 ألف طن حتى أكتوبر 2025)، رغم الإغلاقات الإسرائيلية المتكررة (مثل مارس 2025)، كما نسقت استقبال 582 رحلة جوية دولية فى مطار العريش، و168 إنزالاً جوياً يتضمن نحو373 طنا، وقدمت مصر نحو 70٪ من إجمالى المساعدات الإنسانية والإغاثية من كافة الدول. كما استقبلت مصر 18٫560 مصاباً فلسطينياً فى 172 مستشفى، مع توفير 174 ألف طن من المستلزمات الطبية، وهو ما ساهم فى تخفيف الأزمة الصحية، ولعب الهلال الأحمر المصرى دورا كبيرا فى توزيع المساعدات، مع إطلاق حملات إغاثية مثل «قلوبنا مع غزة» و«زاد العزة» لتوزيع ملايين الوجبات الساخنة على أشقائنا الفلسطينيين.