الجميع يعرف أن مصر كانت ولا تزال أكثر الدول مساندة للقضية الفلسطينية، وأنها دفعت على مدى 8 عقود ثمناً فادحاً لهذه المساندة سواء عسكريا أو اقتصاديا، ورغم ذلك لا تزال وستستمر حائط الصد المنيع أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم الجميع يعرف أن مصر تبذل جهودا مضنية فى التوسط - مع قطر وأمريكا - من أجل التوصل لإيقاف النار فى غزة، وسعيها المستمر لإدخال المساعدات الإنسانية لأشقائنا الفلسطينيين، من خلال استمرار فتح معبر رفح من الجانب المصرى. الدور المصرى فى الحفاظ على القضية الفلسطينية وحماية حقوق الفلسطينيين تاريخى وراسخ، ورغم ذلك خرجت دعوات مشبوهة للتجمهر أمام السفارات المصرية بالخارج، بهدف ضرب وتشويه موقف القاهرة الداعم للقضية الفلسطينية، فمصر أكدت مرارا وتكرارا رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين، سواء بالنزوح داخليًا أو بالتهجير خارج أراضيهم، خاصة إلى الأراضى المصرية فى سيناء، وهو الموقف الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضوح وإصرار مرات عديدة فى كل المحافل الدولية، وفى جميع لقاءاته واتصالاته بزعماء العالم، كما طالب كثيرا بضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية لأهالى القطاع الذين يتعرضون لمعاناة إنسانية هائلة. مصر التى يزايَد المغرضون على موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية بذلت جهودا كبيرة منذ اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر 2023 فى مفاوضات الوساطة لإنهاء النزاع ووقف القتال فى قطاع غزة، والتوصل لحل سياسى، وإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، حيث كانت سباقة باستضافتها مؤتمر القاهرة الدولى للسلام بعد أسبوعين فقط من اندلاع الحرب، الذى حضره ممثلو 34 دولة، وهو المؤتمر الذى سعى إلى طرح خطة شاملة للسلام ووقف إطلاق النار فى غزة، وبحث آليات دعم المدنيين، ثم ساهمت فى التوصل إلى اتفاق هدنة قصيرة الأمد بين إسرائيل وحركة حماس وتبادل الأسرى فى 24 نوفمبر 2023، ليبدأ دخول مساعدات إنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، ثم شاركت مصر فى اجتماع باريس الدولى الذى عُقد فى يناير 2024 بمشاركة قطر والولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف التوصل إلى وضع إطار تفاوضى أوسع لصفقة تبادل أسرى ووقف الحرب، وبعدها بشهر بدأت الجولات التفاوضية فى القاهرة والدوحة لتستمر المحادثات غير المباشرة بين الوسطاء وأطراف النزاع، كما واصلت القاهرة استضافة اجتماعات عربية متواصلة لترسيخ موقف إنسانى دائم، وتسهيل دخول المساعدات لغزة. وبعد جهود مضنية متواصلة نجحت مصر، بالتعاون مع قطر وأمريكا فى منتصف يناير فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، ودخل حيز التنفيذ فعليًا فى 19 يناير 2025، وتضمن الاتفاق انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان وبدء إعادة الإعمار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. ولا تزال مصر حتى الآن تواصل جهودها من أجل التوصل لاتفاق إيقاف النار بين الجانبين. وهذا الأسبوع واصلت مصر جهودها المكثفة لتسهيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة، حيث تم فقط فى يومى 24 و25 يوليو الحالى إدخال أكثر من 160 شاحنة محملة بالدقيق، والأدوية، والمستلزمات الطبية والغذائية عبر معبرى كرم أبو سالم وزيكيم، وواصلت إدخال 180 شاحنة إضافية خلال الأيام التالية، ويأتى ذلك استمرارا لجهود مصر المستمرة فى إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، فمنذ السابع من أكتوبر 2023 نجحت مصر فى إدخال نحو 35 ألف شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة عبر المعابر، فالقاهرة ساهمت فى إدخال نحو 70% من إجمالى المساعدات التى وصلت إلى القطاع قبل 19يناير الماضى، وهو اليوم الذى أغلقت إسرائيل معبر رفح من جانبها ومنعت دخول المساعدات بشكل كامل.