مشكلة مجرم الحرب نتنياهو أنه أصبح ورقة مكشوفة للجميع.. الحلفاء والأعداء معاً «!!» الكل يدرك أنه لا يرى طريقاً للبقاء إلا الاستمرار فى الحرب بلا نهاية، وأنه لن يترك فرصة لإيقاف المذابح التى قام بها على مدى عامين إلا وسيحاول إفشالها كما فعل مراراً من قبل. هذه المرة تبدو مشكلته أكبر بكثير لأنه يواجه السؤال الصعب الذى يطارده الآن فى الداخل الإسرائيلى بكل أطيافه: لماذا كان الإصرار على استمرار حرب الإبادة، وقد كان ممكناً أن تتوقف قبل أكثر من عام وفق كل التقديرات الأمنية والعسكرية والسياسية؟ ولماذا نسفت اتفاقيات طرحت لإيقاف الحرب وعودة الرهائن كان من الممكن أن تنقذ أرواح مئات الجنود الإسرائيليين وتعيد الرهائن بمن فيهم بعض من قتلتهم قنابل إسرائيل وهى تحصد أرواح الآلاف من الأطفال والمدنيين الفلسطينيين الأبرياء؟! فى خطاب أخير كان «المنبوذ نتنياهو» متلعثماً وهو يحاول الدفاع عن نفسه، ولا يجد إلا المزيد من الأكاذيب بأن ما طرح سابقاً لم يكن يضمن عودة الرهائن!! بينما أقرب أنصاره يعرف أن هذا غير صحيح، وأن كل الأجهزة العسكرية والأمنية نصحته بالتوقف عن جنون الحرب وقبول «صفقات» كانت ستجنب الجميع ويلات الإصرار على استمرار حرب أوصلت إسرائيل إلى وضع أصبحت فيه دولة مارقة ومعزولة يحكمها مجرمو حرب مطلوبون للعدالة، وأوصلت الحليف الرئيسى لأن يأخذ الأمر بيده، ليجد نتنياهو أنه أمام اقتراح الرئيس الأمريكى ترامب مع التأكيد بأنه «لا خيار آخر.. فأنت لن تستطيع أن تحارب العالم وحدك»!! يدرك نتنياهو الآن أنه فى مرحلة صعبة فهو يواجه عالماً لم يعد يقبل أن تستمر جريمة الإبادة، ويواجه أيضاً أوضاعاً داخلية لم تعد تتحمل أعباء جنون الحرب من أجل البقاء فى السلطة ويواجه الأخطر وهو أن الحليف الأكبر أصبح يراه عبئاً على مصالحه ومخططاته!! ويواجه أيضاً مشكلة أن أوراقه كلها أصبحت مكشوفة ومحروقة بالكامل. يعرف نتنياهو أنه لن يستطيع تعطيل المرحلة الأولى من الاتفاق.. ماذا بعد ذلك. الترجيحات تشير إلى انتخابات مبكرة، وحكومة طوارئ يكسب بها ثلاثة أشهر قبل انتخابات جديدة قد تعيده للحكم أو تتركه للعدالة. فى كل الأحوال يدركون فى إسرائيل أن مرحلة ما قبل السقوط الأخير هى أخطر المراحل. الرئيس ترامب وعد بإنقاذ إسرائيل من عزلتها، وأشار سابقاً إلى أن نتنياهو لا ينبغى أن يخضع للمحاكمة.. إنها مرحلة النهايات المفتوحة على كل الاحتمالات.