سمعت عن شركة طيران إنجليزية تقوم برحلات من مطار سفنكس إلى العاصمة البريطانية لندن، وبأسعار أثارت دهشتى، فالرحلة من لندن إلى القاهرة (بالعودة) ثمنها 125 جنيهًا إسترلينيًا، فى حين أن نفس الرحلة على شركة مصر للطيران تكلّف ما يقرب من 280 جنيهًا. والحق أقول إننى لم أستطع المغامرة بركوب طائرات الشركة ولكن ابنى محمود استخدمها ذات مرة، ونصحنى بعدم التفكير فى الأمر، لأن الكرسى غير مريح، ويتسبّب فى مشاكل بالنسبة لأولئك الذين يملكون طولًا فارعًا أو يعانون من وزن زائد. ونسيت الشركة حتى جاءنى اتصال من السيدة نانو الحكيم، شقيقة الإعلامى الراحل الكبير وجدى الحكيم، وهى تقيم بالعاصمة لندن منذ زمان بعيد. واضطرتها ظروف طارئة للسفر إلى مصر، ولم تجد ما يسعفها للسفر سوى هذه الشركة، فدفعت ال125 إسترلينيًا، وهى تُمنّى النفس باستخدام هذه الطائرات فيما هو قادم من سفريات، خصوصًا وأنها أقل من نصف سعر الشركة الوطنية. وإلى مطار جاتويك توجهت، فإذا بها تكتشف أن عليها أن تدفع 60 إسترلينيًا مقابل شنطة السفر. وفور أن دفعت، قالوا لها: «علينا أن نتأكد من الوزن»، واكتشفوا وجود زيادة خمسة كيلوجرامات. وهنا كانت الكارثة، فالغرامة بلغت 70 جنيهًا. دفعتها السيدة الفاضلة وهى مضطرة، وعلى باب الطائرة قالوا لها إن الشنطة المسموح بها تُحمَل على الأكتاف فقط، وهكذا طالبوا السيدة المسكينة بدفع 70 جنيهًا أخرى، ليصبح المجموع فى نهاية المطاف 325 جنيهًا. ولكن ما حدث داخل الطائرة جعل نانو، وأصدقاء نانو، وأقارب نانو، وأحباب نانو، يقسمون بأغلظ الأيمان ألا يعودوا إليها مرة أخرى. فقد كلفهم شرب المياه والعصير 20 جنيهًا أخرى، وفوق ذلك، المقاعد لا تتحرك فى اتجاه، كما أن المسافات بينها تناسب أولئك الذين يعانون من الجفاف، أصحاب القوام الرفيع والقامة القصيرة. وذلك غير الاهتزازات التى جعلتها تندب حظها العاثر، وهى تردد مقولة فنانتنا الكبيرة الراحلة عقيلة راتب: «توبة من دى النوبة!» ويا طيارى مصر للطيران، ويا شركتنا الوطنية، نحن نفاخر بكم الأمم.