خالص التهنئة لمصر قيادة وشعبا على هذا النجاح المبهر للدكتور خالد العنانى بفوزه الكاسح برئاسة منظمة اليونسكو للمرة الأولى فى تاريخ المنظمة ينجح مرشح بهذه النسبة بإجماع غير مسبوق حصل على 55 صوتا من أصل 58 صوتا، أما منافسه المرشح الكنغولى فقد حصل على صوتين فقط، وبذلك يكون العنانى أول مدير عام عربى للمنظمة التى تعد من أبرز المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وهذا حدث مهم لم يلتفت إليه الرأى العام كثيراً نظراً لتزاحم الأحداث فى المنطقة وفى العالم، ذلك أن بعض الأحداث تغطى على بعضها البعض ومنطقتنا هذه أصبحت فى بؤرة اهتمام العالم لكثرة ما تزدحم به من أحداث مهمة. انتخاب الدكتور العنانى إنجاز تاريخى يضاف إلى سجل مصر الثقافى والحضارى والدبلوماسي، كذلك هو إنجاز للشعوب العربية والأفريقية، هذا النجاح يجسد مكانة مصر الحضارية، ويؤكد قدرة ابنائها على القيادة فى المحافل الدولية ويعكس ثقة العالم فى الكفاءات المصرية التى تجمع بين العلم والخبرة والإخلاص فى العمل هذا النجاح يؤكد على أهمية مكانة مصر وقوة علاقاتها الخارجية بدول العالم على اختلافها وتنوعها. نجاح المرشح المصرى أظهر صلابة ووحدة وإجماع الموقف العربى واصطفافه كاملا خلف مرشح العرب الدكتور العناني، كذلك قوة الموقف الأفريقى مع مصر ودعما أوروبيا من شرق وغرب القارة. تولى مصرى المنصب الرفيع يعطينا الثقة بأنه سوف يسهم فى تعزيز الحوار الثقافى وحماية التراث الإنسانى بما يليق بحضارة مصر وكل الحضارات الإنسانية العريقة. نجاح مصرى فى الوصول إلى هذا المنصب العالمى يعيد إلينا ذكريات فوز الدكتور بطرس غالى بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وهو أعلى منصب دولى فى العالم، وكان أداء الدكتور بطرس غالى أداء مشرفاً انحاز فيه للحق والعدل والسلام والإنسانية وتصدى بشجاعة للعدوان ولم يهادن الظلم مع أقوى دول العالم، وكان موقفه من مذبحة قانا وانحيازه للحق والعدل موقفا إنسانيا وحقوقيا سيظل مسجلا فى أنصع صفحات التاريخ. فوز العنانى إذن هو تقدير لدور مصر ولمواقفها المتوازنة واحترام وتقدير لمصرى وثقة فيه لشغل هذا المنصب المهم، وينجح فى قيادة المنظمة نحو مرحلة جديدة، ملؤها التفاهم والتسامح وأن تكون منظمة اليونسكو فى خدمة جميع شعوب العالم.