إنها المرة الأولى التى يتم الاهتمام فيها بالعملية التعليمية انطلاقًا من وضع المُعلم فى مكانٍ جيد ماديًا صحف الأربعاء الماضى أبرزت فى صفحاتها الأولى قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بتطوير مختلف المناهج لمواكبة العصر الرقمي وصرف 1000 جنيه حافز للمُعلمين. كما وجه الرئيس بضرورة التركيز على مجالات التعليم المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة كالذكاء الاصطناعى والرقمنة، باعتبارهما مجالات رئيسية فى عمليات التنمية باعتبار أن المُعلم ركيزة أساسية من ركائز النهضة العلمية التى لابد منها لتحقيق عصر جديد مختلف عما مر بها من قبل. فى هذا اللقاء المهم الذى جمع الرئيس السيسى مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ووزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف، وكما صرَّح السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية بأن الرئيس حرص على متابعة سير وانتظام العملية التعليمية تزامنًا مع انطلاق العام الدراسى الجديد الذى يشهد حضورًا غير مسبوق للطلبة، يبلُغ حوالى 87.5% من أعداد الطلبة، فضلا على القضاء على الكثافة فى الفصول وسد العجز فى أعداد المُعلمين. والمُعلم ركيزة لأى نهضة. ومن يقرأ قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقى ويتوقف أمام قوله: - قم للمُعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا سيُدرك الاهتمام الذى يستحقه المعلم منا. والرئيس السيسى يولى هذه الفئة اهتمامًا غير عادى وغير مسبوق ولم يحدث من قبل. الاجتماع تناول تطوير المناهج الدراسية فى كل مدارسنا، حيث ذكر وزير التربية والتعليم أنه تم تطوير 94 منهجًا لجميع المراحل التعليمية، مشيرًا إلى أن الوزارة استعانت بلجنة من المُعلمين وكِبار الأكاديميين وأساتذة الجامعات والمهتمين بالعملية التعليمية من عُلماء النفس والاجتماع لمحاولة تدشين برامج تأهيل وتدريب للمُعلمين على المناهج المطورة بالتعاون مع منظمة اليونسكو، مع إضافة مادة البرمجة والذكاء الاصطناعى فى إطار عملية تطوير التعليم. الخطة الوطنية تتضمن العديد من الأمور، فقد اطلع الرئيس خلال هذا الاجتماع على الموقف التنفيذى للبرنامج القومى لتنمية مهارات القراءة والكتابة لطلاب المرحلة الابتدائية، وأكد وزير التربية والتعليم أن البرنامج يُمثِّل نتاجًا للشراكة الاستراتيجية بين الوزارة والمنظمات الدولية ويعكس التزامًا مشتركًا لتحسين جودة التعليم. ويمثل الهدف العام للبرنامج تنمية مهارات القراءة والكتابة للتلاميذ المتعثرين من خلال تنمية مهارات المُعلمين فى إكساب التلاميذ مهارات أساسية فى القراءة والكتابة. وأنه جارٍ تنفيذ هذا البرنامج فى عشر محافظات بواقع 20 ألف مدرسة، وإجمالى حوالى مليون طالب كمرحلة أولى. إنها المرة الأولى التى يتم الاهتمام فيها بالعملية التعليمية انطلاقًا من وضع المُعلم فى مكانٍ جيد ماديًا، ومن المؤكد سيلحقه نفسيًا، الاهتمام بالمُعلم يجعله يصل إلى حالة إنسانية لم تحدث من قبل فقد تحدثنا عن التعليم منذ ثورة يوليو 1952، وكان التعليم له مكان أساسى فى اهتمامات الدولة المصرية ابتداءً من الرئيس حتى المُعلم نفسه. لكن الأمور تراجعت بعد ذلك وكان لابد من وقفة الرئيس السيسى مع المُعلم، ومحاولة النهوض به، وتطوير ظروفه، والوصول به إلى درجة غير عادية بالنسبة لمستوى المعيشة والأجور والمرتبات والأهم من كل هذا نظرة المجتمع إليه باعتباره يقوم بمهمة وطنية غير عادية فى النهوض بمصر من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، ومن آخر شرقها لآخر غربها. فالتعليم هو الذى يُهدينا أجيالا جديدة قادرة على النهوض بالوطن المصرى والارتقاء به والوصول بأحواله إلى حافة الكمال. فكل شيء يبدأ فى العقل الإنسانى وينتهى إليه، وإعداد هذا العقل بشكلٍ جيدٍ وممتاز مسألة وطنية بالدرجة الأولى. ولأن الشباب هم عماد النهضة التى تسعى إليها مصر الآن وهم ركيزة العمل وتطوير الحياة بكل ما فيها وقد عرفت مصر فى تاريخها الحديث منذ أن أصبح التعليم قضية كل يوم مُعلمين يُشار لهم بالبنان، وكتبت الأقلام عنهم وتوقفت المجتمعات أمام جهودهم ولعل قصيدة أحمد شوقى التى أخذنا منها هذا البيت تؤكد هذا المعنى العظيم فى تقدير المُعلم والارتفاع بمستواه واعتباره مُعلمًا للحضارة وليس مجرد مُعلم للأبجدية فقط. إنه يشارك فى صُنع الإنسان المصرى الجديد الذى نهدف جميعًا إليه وإن كان المُعلم مهمًا فى المدينة سواء الكبيرة أو المتوسطة أو الصغيرة، فإن أهميته فى القرية خاصة العزب الصغيرة والكفور والنجوع فى هذه الأماكن لابد أن نعتبر أن المعلم ليس مجرد معلم للأبجدية بقدر ما هو صانع حضارة مصرية عظيمة.