أريد نوبل فى الدنيا والجنة فى الآخرة، هذا ما قاله الرئيس الأمريكي ترامب، بل اعتبر أن عدم منح الولاياتالمتحدة جائزة نوبل للسلام «إهانة» للبلاد، والسؤال: هل من حق ترامب أن يقول ذلك؟ دخول الجنة بيد الله، أما الفوز بجائزة نوبل فبيد اللجنة النرويجية للجائزة التى أكدت أن حملات ترامب الإعلامية لن تؤثر على قرارها، وأن هذا الأمر ليس له تأثير على المناقشات الجارية فى اللجنة، وكم من أسماء طرحت نفسها من قبل أو تم ترشيحها ولم تحصل على الجائزة. والسؤال الأهم: لماذا قال ترامب هذا الكلام؟ هل لأنه يرى أنه الرئيس الأقوى فى العالم، أم لأنه يرى أنه كما قال إنه أنهى سبعة حروب؟ كانت مُستعرة، وراح ضحيتها آلاف لا تُحصى من الناس، ومنها كمبوديا وتايلاند، وكوسوفو وصربيا، والكونغو ورواندا، وباكستان والهند، وإسرائيل وإيران، ومصر وإثيوبيا، وأرمينيا وأذربيجان. المراقبون يؤكدون أن دوره فى تأمين وقف إطلاق النار فى بعض النزاعات التى زعم أنه أنهاها كان محل خلاف، وأن بعض النزاعات لا تزال قائمة بل ويصعب حلها بمجرد تصريح إعلامي. منذ أن مُنحت جائزة نوبل لأول مرة عام 1901 حصل عليها أربعة رؤساء أمريكيين هم روزفلت وويلسون وكارتر وأوباما، وجميعهم لم يدعِ أنه الأحق بالجائزة، لكن ترامب الذى لم يكتفِ برغبته فى دخول الجنة والحصول على جائزة نوبل للسلام، بل ألمح إلى رغبته فى تغيير خريطة المونديال القادم، بأنه يفكر فى نقل بعض المباريات من مدن يعدها غير آمنة إلى أخرى يقودها الديمقراطيون، وكما واجهت لجنة نوبل الرئيس الأمريكى بأنها هى وحدها من تمنح الجائزة ردت الفيفا على ترامب بأن نقل مباريات كأس العالم ليس من صلاحيات الرؤساء، وأن كرة القدم أكبر من قادة العالم. ويبقى السؤال: هل يحصل ترامب على نوبل؟ وهل سيتمكن من نقل مباريات المونديال حسب رغبته؟ الأيام المقبلة ستجيب.