جلال عبده هاشم، الفدائى البطل عضو المقاومة الشعبية الذى عاصر حرب الاستنزاف، ثم أكتوبر المجيد، ومن قبلها الاحتلال الإنجليزى والعدوان الثلاثى، شاهد على جميع هذه الأحداث التى جعلت منه فناناً تشكيلياً أبهر العالم بتشييد تماثيل من شظايا الحروب. «الأخبار» التقت الفدائى البطل ابن الإسماعيلية، الفنان التشكيلى جلال عبده هاشم، ليستعيد الذكريات، ومشواره مع المقاومة الشعبية، وفكرة التمثالين، وكيف جسدهما.. فى البداية يقول: «كنت شاهداً على العدوان الإسرائيلى، وتعمدهم ضرب المدنيين والمدن. وتابع كل هذه الأحداث التى عشتها، جعلتنى أفكر كثيراً فى تخليد هذا الصمود، باستغلال الشظايا التى تسقط على المدينة خلال حرب الاستنزاف، بعمل تمثال من هذه الشظايا، الفكرة كانت فى ذلك التوقيت شبه مستحيلة، لجأت لكتابة مقال فى إحدى الصحف القومية فى سنة 68، وجهت نداء من خلاله أن من لديه شظايا أو بقايا أسلحة من التى تسقط على المنازل، يسلمها لى، ودعوت الفنانين التشكيليين للمساهمة فى هذا العمل الوطنى الكبير، لكن شعرت باليأس، لم أجد استجابة، لكن سرعان ما تبدل اليأس إلى تحدٍ، عندما سلمنى الراحل حسين الأسود، وكان يشغل منصب رئيس المجلس المحلى، أول شظية كانت فى شباك منزله، وطالبنى بعمل التمثال. اقرأ أيضًا | اللواءعبد العظيم يوسف: من الصمود إلى العبور.. 4 مراحل لصناعة النصر وتابع قائلاً: «بدأت فى التجربة، والتقيت صديقى سيد الليثى، كان عنده ورشة لحام، عملنا التجربة وسط صعوبات كبيرة، منها عدم الخبرة، وتحت القصف والعمل فى ظلام دامس، وخرج تمثال الصمود إلى النور على شكل شاب مصرى من أفراد المقاومة، يقف بقدمه على قاعدة كلها من القنابل الإسرائيلية مكتوب عليها باللغة العبرية، ويمسك بيده اليمنى سلاحاً، ويده اليسرى قنبلة إسرائيلية يلقيها تحت قدميه، لكى يكبر القاعدة، ويبلغ طوله 275 سم، ووزنه 312 كلجم». وتابع: «بعد الانتهاء من تنفيذ التمثال تلقيت طلباً من د. مفيد شهاب، وكان وقتها أمين منظمة الشباب الاشتراكى، بعرض التمثال فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وبالفعل تم نقل التمثال وعرضه فى فبراير 1972، وبعد الإقبال الشديد على مشاهدة التمثال، تم مد العرض أسبوعاً إضافياً، بعد تنفيذ تمثال الصمود كان عندى يقين أننا سننتصر فكتبت مقالاً فى إحدى الصحف، أن عندى أمنية أعمل تمثال النصر من شظايا القنابل المصرية فى سيناء، التى سندمرهم بها بإذن الله، وقد كان، القوات المسلحة جمعت لى الشظايا من سيناء فى عز المعارك، عملت منها تمثال النصر.