رسالتى للعالم: أرض سيناء مليئة بالفرص والاستثمارات «كاترين» مركزًا عالميًا للسياحة الروحية و«دهب» للمُغامرات نجحنا فى زراعة القطن بصحراء الطور مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين باستثمارات 17 مليار دولار أكد اللواء د. خالد مبارك، محافظ جنوبسيناء، أن معركة التنمية التى تشهدها سيناء اليوم، امتداد مباشر لنصر أكتوبر العظيم، مشيرًا إلى أن الأمس كان معركة استرداد الأرض، واليوم معركة تثبيت السيادة بالتنمية، حيث يُعتبر كل مشروع قومى يُقام على أرضها جزءًا من هذه المعركة، والضمانة الحقيقية لأن تظل سيناء محصنة ومتصلة بالوطن كله، وأوضح المحافظ، أن نصر 1973 كان تأسيسًا لمرحلة جديدة، واليوم يتم استكمالها ب «عبور جديد» نحو المستقبل، مؤكدًا أن التنمية الجارية، رسالة واضحة للعالم بأن سيناء ستكون مليئة بالفرص والاستثمارات والمجتمعات العمرانية، فى إطار ملحمة جديدة للعبور نحو المستقبل الأخضر والمستدام. «الأخبار» التقت المحافظ، وسألته فى حوار شامل بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة. اقرأ أيضًا| a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4701284/1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%84%E2%80%9D-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8" title=""المواجهة والتجوال" يحتفي بانتصارات أكتوبر من سيناء"«المواجهة والتجوال» يحتفي بانتصارات أكتوبر من سيناء البداية سألته.. كيف ترى معركة التنمية بسيناء فى ذكرى النصر؟ أتوجّه أولًا بالتهنئة القلبية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولشعب مصر العظيم، بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لنصر أكتوبر المجيد، الذى سيبقى صفحة خالدة فى سجل العزة والكرامة، إن ما نعيشه اليوم فى سيناء، امتداد مباشر لذلك النصر العظيم، بالأمس كانت معركة استرداد الأرض، واليوم معركة تثبيت السيادة بالتنمية، نحن نعتبر أن كل مشروع قومى يُقام على أرض سيناء جزء من المعركة، وأن التنمية هى الضمانة الحقيقية لأن تظل سيناء محصنة ومتصلة بالوطن كله. كيف ترون العلاقة بين نصر أكتوبر وما نعيشه اليوم من مشروعات تنموية ضخمة فى سيناء؟ نصر أكتوبر لم يكن مجرد انتصار عسكرى، بل كان تأسيسًا لمرحلة جديدة فى تاريخ مصر، اليوم نكمل هذه المرحلة من خلال التنمية، إذا كان العبور فى 1973 أعاد لنا الأرض، فإن العبور الثانى للتنمية بدأ منذ 2014. وهى الامتداد الطبيعى للنصر، ورسالة واضحة للعالم بأن هذه الأرض لن تكون فارغة، بل مليئة بالفرص والاستثمارات والمجتمعات العمرانية، نحن نكتب فصلًا جديدًا من ملحمة العبور، عبور نحو المستقبل الأخضر والمستدام. جنوبسيناء شهدت طفرة تنموية غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة.. ما أبرز المحاور التى تركز عليها خطة التنمية بالمحافظة حاليًا؟ خطة التنمية فى جنوبسيناء جزء من خطة الحكومة فى إطار الاستراتيجية الوطنية 2030، وتستند إلى أربعة محاور رئيسية، محور التجارة واللوجستيات: تديره وزارة النقل من خلال مخطط تنفيذ مشروع ميناء طابا الجارى إعداده ليكون ممرًا تجاريًا إقليميًا يربط أوروبا والغرب بالأسواق الخليجية والآسيوية عبر مصر، ومحور السياحة الخضراء: بتحويل شرم الشيخ إلى مدينة مستدامة وعضو فى شبكة ICLEI العالمية، ومحور التنمية الروحية والبيئية: من خلال مشروع التجلّى الأعظم فى سانت كاترين برؤية ورعاية الرئيس، ليجعل المدينة مركزًا عالميًا للسياحة الروحية، ومحور الزراعة والطاقة: بتجارب زراعية رائدة مثل زراعة القطن فى صحراء الطور، ودراسة إنشاء أضخم مشروع للهيدروجين الأخضر بالمنطقة. السياحة عصب الاقتصاد بجنوبسيناء.. ما الاستراتيجيات الجديدة لتعزيز القطاع؟ تعمل أجهزة الدولة على إعادة تعريف المنتج السياحى لجنوبسيناء، بما يجعله متنوعًا وجاذبًا لكل الشرائح، لدينا سياحة شاطئية، لكننا أضفنا إليها سياحة دينية فى سانت كاترين، وسياحة بيئية فى المحميات، وسياحة المغامرات فى دهب، وسياحة علاجية ورياضية، وسياحة المؤتمرات فى شرم الشيخ، كذلك شرم الشيخ أصبحت نموذجًا عالميًا للسياحة الخضراء من خلال خفض الانبعاثات وتقليل البلاستيك، وتطوير النقل الذكى، هذه الاستراتيجيات تُترجم إلى تسويق دولى أقوى وجذب لشرائح جديدة من السائحين، بما يعزز موقع المحافظة كعاصمة للسياحة العالمية. اقرأ أيضًا| تعليم الأقصر يفتتح معرض المهارات المهنية تحت شعار «انتصارات أكتوبر.. فخر وشرف» ما القطاعات الأخرى التى تعمل المحافظة على تطويرها لتعزيز التنمية المستدامة؟ تعمل الدولة بجد على تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد المطلق على السياحة، فى الزراعة، نجحنا فى زراعة القطن بصحراء الطور فى تجربة رائدة أثبتت قدرة سيناء على استضافة محاصيل استراتيجية، فى الطاقة، نعمل مع الشركاء الدوليين لدراسة إنشاء مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة تصل إلى 400 ألف طن سنويًا، باستثمارات تُقَدَّر بنحو 17 مليار دولار، وهو مشروع من شأنه أن يضع مصر فى صدارة الدول المنتجة للطاقة النظيفة، كما نهتم بالحرف البدوية وصناعات المشغولات اليدوية، ونعمل على تحويلها إلى علامة تجارية وسلاسل قيمة ترتبط بالسياحة العالمية. كيف تتعامل المحافظة مع التحديات مثل ندرة المياه أو بُعد المسافات؟ هذه التحديات تواجهها الحكومة بإرادة وإبداع، فى ملف المياه، توسعنا فى إنشاء محطات التحلية العملاقة، ونعتمد على المعالجة الثلاثية لإعادة استخدام المياه فى الزراعة، فى ملف البُعد الجغرافى، أقمنا شبكة طرق متطورة، إلى جانب أنفاق قناة السويس التى ربطت سيناء بالدلتا والوادى، مما أنهى عُزلة تاريخية، كما أدخلنا حلولًا مبتكرة فى النقل الحضرى، مثل مشروع التاكسى الذكى فى شرم الشيخ، لتقديم خدمة حضارية تُراعى التسعير والجودة، بذلك حَوَّلنا التحديات إلى فرص، ونجحنا فى جعل جنوبسيناء نموذجًا للتنمية الذكية فى بيئة صحراوية. البنية التحتية هى أساس أى تنمية.. ما أهم المشروعات الجارية أو المُخططة؟ البنية التحتية فى جنوبسيناء تشهد نقلة نوعية، ولدينا مشروعات قومية قاربت على الانتهاء وجاهزة للتسليم، فى قطاع المياه: محطة تحلية طابا بطاقة 5 آلاف م3/يوم بنسبة تنفيذ 97%، ومحطة تحلية شرم الشيخ «خليج القرش» بطاقة 30 ألف م3/يوم بنسبة 97%، إلى جانب المأخذ البحرى بخليج القرش بطاقة 35 ألف م3/يوم بنسبة 97%، هذه المشروعات ستُؤمِّن مياه الشرب للسكان وتدعم القطاع السياحى، فى الطرق والحماية من السيول: مشروعات حماية رأس سدر وأبو زنيمة وأبو رديس، من أخطار السيول وصلت نِسب تنفيذها بين 92,97%، بما يحمى أرواح المواطنين ويحافظ على الاستثمارات، فى الكهرباء: مشروع توصيل التيار الكهربائى للتجمعات البدوية فى وادى العين ومشيش ومسيع بنسبة تنفيذ 90%، وهو ما يُغَيِّر حياة مئات الأسر لأول مرة. كل هذه المشروعات ليست أرقامًا بل خدمات تمس المواطن والسائح وتؤسس لتنمية مستدامة. اقرأ أيضًا| الطفل أنس حسين: الرئيس حقق حلمي بمصافحته وفوجئت بسرعة استجابته كيف يتم دمج أهالى سيناء فى عملية التنمية؟ استراتيجية الدولة قائمة على تمكين الإنسان السيناوي، نُوَفِّر فرص عمل مباشرة للشباب فى المشروعات القومية، ونشجع المرأة البدوية على المشاركة من خلال دعم الحرف اليدوية والمشغولات التراثية وتسويقها عالميًا، نعمل أيضًا على تخصيص أراضٍ جديدة للشباب، خاصة من خريجى الجامعات بالدلتا والوادى، ليشاركوا جنبًا إلى جنب مع أهالى سيناء فى تعمير الأرض، كذلك نعتمد على شيوخ القبائل كشركاء فى صُنع القرار المحلى، بما يضمن أن التنمية تراعى الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمجتمع السيناوى. كيف تعمل المحافظة على تحسين الخدمات الأساسية بالمناطق البعيدة خاصة فى مجالات التعليم والصحة والإسكان؟ نعمل وفق خطة الحكومة فى إطار الاستراتيجية الوطنية 2030 لتوفير خدمات متكاملة لأهالينا بجنوبسيناء، فى الصحة: دخول منظومة التأمين الصحى الشامل حيز التنفيذ بالمحافظة، مع تشغيل أكثر من 8 مستشفيات و30 وحدة صحية، مستشفى نويبع المركزى «إعادة إنشاء» وصل إلى 98% من التنفيذ، ومستشفى دهب الجديد وصل إلى 78%، مستشفى طابا تم تطويره بتكلفة 36 مليون جنيه، ومستشفى أبو رديس شهد تطويرًا شاملًا يشمل الغسيل الكلوى والحضانات، كذلك أُنشئت أول وحدة متكاملة للتخاطب والتأهيل النفسى فى الطور، فى التعليم والشباب: أوشكنا على الانتهاء من تطوير مركز شباب الطور بنسبة 95% وتطوير معسكر رأس سدر بنسبة 95%، لتقديم خدمات حديثة لشباب سيناء، فى الإسكان والخدمات الاجتماعية: تمت أعمال رفع كفاءة مركز تأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة بنسبة 98%، وإنشاء حديقة الزهور بديوان عام المحافظة بنسبة 98% كمتنفس حضارى للعائلات. هذه المشروعات قاربت على الانتهاء وستُحدث نقلة نوعية فى الخدمات اليومية للمواطن السيناوي. ما رؤيتكم لمستقبل جنوبسيناء خلال الخمس سنوات القادمة؟ أتصور أن جنوبسيناء بعد خمس سنوات ستشهد تحولات تاريخية: تشغيل ميناء طابا كممر تجارى إقليمى، اكتمال مشروع التجلّى الأعظم فى سانت كاترين ليصبح مقصدًا عالميًا للسياحة الروحية، توسيع تجربة زراعة القطن لتتحول إلى نشاط اقتصادى رئيسى، وبدء إنتاج الهيدروجين الأخضر ليضع مصر فى صدارة دول الطاقة النظيفة، فى الوقت نفسه، ستكون التجمعات العمرانية الجديدة قد استوعبت آلاف الشباب، وستكون الخدمات الصحية والتعليمية فى كل قرية ومدينة قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. ما رسالتكم لشعب مصر وأهالى جنوبسيناء؟ أن نصر أكتوبر كان بداية ملحمة، وما نعيشه اليوم استكمال لهذه الملحمة، بالأمس عبرنا القناة بالسلاح، واليوم نعبر إلى المستقبل بالتنمية. ولأهالى جنوبسيناء: أنتم ركيزة التنمية وشركاء فى هذه المسيرة، كنتم خط الدفاع الأول فى الحرب، والدور الوطنى لبدو سيناء سيظل دومًا صفحة بيضاء فى سجل التاريخ، ودوركم ممتد فى جهود تنمية جنوبسيناء بمدنها وأوديتها بمشروعاتها وخدماتها، لتظل دومًا واحة السلام والتنمية.