الإسكندرية: محمد مجلي «الضنا غالي» مقولة مشهورة ومعروفة تشير إلى مدى أهمية الأبناء لدى الآباء وأنهم دائما وابدا أغلى ما يملكون ويستحقون الأهمية والرعاية القصوى، وأن كل أب وأم يأملان أن يكون أبنائهما أفضل منهما ويتمنيان لهم كل خير وألا يصيبهم أي مكروه بل أنهما يفضلونهم عن أنفسهما ولا يتحملون أي أذى، لكن لكل قاعدة شواذ؛ وهذا ما حدث على أرض مدينة الإسكندرية بعد أن أقدم أب على قتل ابنتيه ثم تخلص من نفسه ليتساءل الجميع: كيف يستطيع أب أن يتخلص من أولاده ثم يُقدم على الانتحار؟! فعلى غرار جريمة نبروه التي شهدت قتل أب أطفاله الثلاثة وزوجته ثم تخلص من نفسه، فقد شهدت عروس البحر الأبيض المتوسط جريمة أخرى حينما أقدم رجل على قتل ابنتيه حيث تسبب فى وفاة طفلته التي تبلغ من العمر 16 سنة، بينما أصاب الطفلة الثانية البالغة من العمر 10 سنوات ثم أقدم على التخلص من نفسه وإنهاء حياته فى جريمة هزت الأوساط الاسكندرية. وبحسب التحقيقات والتحريات التي أجريت بمعرفة الجهات المعنية؛ فإن الأب أقدم على ارتكاب جريمته وذلك انتقامًا من زوجته التى رفضت العودة إليه ما تسبب فى إثارة انتقام بداخله وقيامه بارتكاب الجريمة البشعة التي دفعت ثمنها طفلة بريئة نتيجة علاقة غير سوية بين الأبوين. ففى منطقة العامرية غرب محافظة الإسكندرية، تلك المنطقة المترامية على أطراف المدينة والتي تتميز بأنها ذات طابع ريفي، قتل عامل ابنته الكبرى باستخدام سلاح أبيض عبارة عن «سكين» بعد أن سدد لها طعنات نافذة فى أماكن متفرقة من الجسد، ثم تخلص من نفسه باستخدام ذات السلاح الأبيض الذي قتل به ابنته، وتبين أن سبب وقوع الجريمة هو خلافات زوجية. تعود الواقعة إلى تلقي اللواء رشاد فاروق، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة العامرية أول، يفيد بورود بلاغ من الأهالى بقيام أب بطعن ابنتيه وقتل نفسه وذلك بمساكن مبارك بمنطقة عبدالقادر دائرة قسم شرطة العامرية أول غربي محافظة الإسكندرية. على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط مباحث قسم شرطة العامرية أول، إلى موقع البلاغ، وباجراء المعاينة اللازمة تبين العثور على فتاة فى العقد الثاني من العمر وبها جروح طعنية فى الصدر والرقبة وبها إصابات متفرقة وشقيقتها البالغة من العمر 10 سنوات وبها طعنات متفرقة والعثور على جثة مرتكب الجريمة وهو الأب مصاب بعدة طعنات في الصدر والبطن، على الفور نقلت الابنة الكبرى إلى مشرحة مستشفى العامرية العام وذلك تحت تصرف النيابة العامة بينما نقلت سيارة الاسعاف كلا من الأب والطفلة الثانية المصابة إلى المستشفى لتلقى العلاج، ولكن توفى الأب وهو في الطريق للمستشفى بينما ترقد الطفلة الثانية المصابة وهى فى حالة حرجة نتيجة إصابتها بطعنات متفرقة فى البطن و الصدر. اتخذت كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتحرر محضر بالواقعة واخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق في الواقعة، تحت إشراف المستشار محمود وصيف، وكيل النائب العام لنيابات العامرية أول، غربي محافظة الإسكندرية، حيث أكدت التحقيقات أن المدعو «أحمد .ع .م»، عامل، مقيم بمساكن مبارك بمنطقة عبدالقادر دائرة القسم، تعدى على نجلتيه ضربًا باليد ثم أحضر سلاحا أبيض عبارة عن سكين وسدد طعنات لكلا الطفلتين «رويدا. أ .ع» 16 سنة و» رقية. أ .ع» شقيقتها الصغرى 10 سنوات وأحدث بهما إصابات متفرقة أودت بحياة الأولى وإصابة الثانية. وعقب قيام المتهم بطعن ابنتيه ومشاهدة آثار الدماء أقدم على التخلص من نفسه حيث سدد لنفسه طعنات متفرقة باستخدام نفس السلاح الأبيض المستخدم فى الجريمة ذاتها قاصدا من وراء ذلك الانتحار والتخلص من حياته. سيناريو الجريمة كشفت تحقيقات النيابة العامة؛ أن سبب وقوع الجريمة يعود إلى وجود خلافات أسرية بين الزوج المتوفى وزوجته والدة الطفلتين وأن الخلافات تعود إلى العام الماضي 2024 والتي على اثرها ترك منزل الزوجية وانتقل للإقامة بمفرده وذلك فى مسكن خاص. وأفادت التحقيقات؛ بأن الزوج كان قد حاول التواصل مع زوجته لعودته لبيت الزوجية والحصول على حقوقه الشرعية لكن الزوجة رفضت عودته ومعاشرته معاشرة الأزواج، حتى يوم ارتكاب الواقعة أخبر المتهم ابنتيه بأنه قد أحضر لهما الحقائب المدرسية وطلب منهما الحضور الى مسكنه لتسليمهما الحقائب الجديدة، وفور وصولهما احتجزهما ورفض خروجهما ثم أجرى اتصالا هاتفيا بوالدتهما واخبرها بأنه قد احتجز ابنتيه وعليها الحضور للحصول على حقوقه الشرعية نظرًا لاحتياجه الشديد إليها، لكنها اكدت على رفضها الحضور فهددها بقتل الطفلتين إلا أنها لم تلتفت لتهديداته فاستشاط غضبًا. عقب ذلك أحضر المتهم سلاحا أبيض عبارة عن سكين من داخل المطبخ وتعدى على ابنتيه بالضرب ثم سدد طعنة لابنته الكبرى، فحاولت الهرب واتجهت نحو باب الشقة وأطلقت صرخات استغاثة بالجيران، فلاحقها الأب وسدد لها طعنات سكنت جسدها حتى خارت قواها وسقطت أرضًا غارقة فى الدماء. وأضافت التحريات؛ أن ابنته الصغرى حاولت اثناءه عن فعلته وهي ترجوه ترك شقيقتها والتوقف عن ضربها فترك الأولى ولاحق الصغرى وتمكن من الإمساك بها داخل غرفة النوم وانهال عليها ضربًا بيديه ثم استل السكين وواصل طعنها وألحق بها إصابات متفرقة فى جسدها وفى الرقبة ثم تمكنت من الهرب واتجهت إلى غرفة المطبخ لكنه لاحقها وتعدى عليها حتى هربت منه للمرة الثالثة واستنجدت بالجيران. واشارت التحريات إلى أنه أثناء توجه الطفلة الثانية للجيران حاول الأب الانتحار والتخلص من حياته فسدد لنفسه عدة طعنات فى أماكن متفرقة من الجسد أصابت البطن والعنق والصدر وسقط مصابًا ولم يتوف ليبقى على قيد الحياة حتى نقل إلى المستشفى مصابًا وباءت محاولات إنقاذه بالفشل وتوفى عقب وصوله، بينما توفيت نجلته الكبرى فى الحال ونقلت إلى المشرحة بينما أصيبت الطفلة الصغرى بإصابات متفرقة ونقلت إلى المستشفى لتلقى العلاج. تحرر المحضر رقم 10762 لسنة 2025 أول العامرية والعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات. وصرحت النيابة العامة بانتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على كلا الجثتين وبيان ما بهما من إصابات وسبب كيفية حدوثها والأداة المستخدمة في ارتكاب الواقعة واعداد تقرير مفصل للعرض على النيابة والتصريح بدفن جثة كلا المتوفين الأب والابنة الكبرى، بمعرفة الأسرة والتحفظ على السلاح المستخدم فى الجريمة وسماع أقوال شهود عيان الواقعة. كشف تقرير الطب الشرعي؛ أن المتوفاة الابنة الكبرى تدعى رويدا فى منتصف العقد الثاني من العمر وأنها متوسطة البنية وقمحية البشرة وأن لون الشعر أسود وأنها ملطخة الدماء بكامل جسدها وملابسها وكانت عبارة عن تيشيرت أسود وتبين وجود جرح طعنى آخر أسفل الأذن اليسرى بالإضافة إلى وجود جرح طعنى ثالث بمؤخرة الرقبة من ذات الجهة وتبين وجود جروح بأصبع اليد اليمنى بسبب الإمساك بنصل آلة حادة بيديها لمقاومة والدها. كما أثبت التقرير الخاص بالشقيقة الصغرى وتدعى رقية .أ.ع بأنه لحق بها إصابات متفرقة بجرح طعنى أسفل الرقبة من الأمام وكذا وجود جرحين الأول بالوجه من الناحية اليمنى والثاني جرح شبه طعنى أعلى الكتف وبالقرب من الرقبة بالإضافة إلى جرح طعنى من الناحية اليسرى بالكتف. كما أشار تقرير الطب الشرعي، إلى أن جثة المتوفى الثاني المنتحر والمتهم بقتل ابنته، مصاب بجروح طعنية فى الوجه من الناحية اليسرى وكذا اشتباه قطع فى الأوردة والشرايين المغذية للمخ وجروح طعنية متعددة فى الصدر مع وجود اشتباه قطع بالأحشاء ووجود نزيف فى البطن وتوفى عقب وصوله إلى المستشفى وتلقيه العلاج. أقوال الزوجة من جانبها أكدت زوجة المتهم بقتل ابنته الكبرى، والدة المجنى عليها ؛ أن زوجها صاحب سلوك سيئ فى المنطقة وعلى إثر ذلك عقدت جلسة عُرفية جمعت أهالى المنطقة بعد تضررهم منه وتقرر ابعاده عن المنزل للإقامة بالعيش بمفرده. وأضافت خلال الإدلاء بأقوالها أمام جهات التحقيق المعنية؛ أن زوجها أقام بمسكن بمفرده وذلك منذ شهر أغسطس من العام الماضي 2024، وأنه أثناء تلك الفترة حاول طلبها للحضور لديه بغرض إقامة علاقة زوجية والحصول على حقوقه الشرعية لكنها رفضت بسبب سوء سلوكه. وأشارت إلى أنه يوم ارتكاب الواقعة اتصل بابنته الكبرى رويدا وطلبها الحضور رفقة شقيقتها كونه أحضر لهما الحقائب المدرسية وطلب حضورهما لاستلامهما الحقائب وعقب وصولهما تلقت منه اتصالا هاتفيا طلب خلاله حضورها للمنزل والموافقة على إقامة علاقة شرعية لكنها رفضت فهددها بقتل الطفلتين، مؤكدة أنها اعتبرت أن ذلك لا يعدو كونه تهديدًا لها وأنه لن يستطيع إيذاء بناته فهما أعز ما يملك لكنه حدث ما لم تتوقعه وقتل الكبرى واصاب الشقيقة الصغرى. اقرأ أيضا: أسرة زوجة قاتل أولاده: طلبت الطلاق فطعنها 13 مرة.. وعاملت أطفاله كأبنائها