عواصم - وكالات الأنباء: حرك الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل أيام المياه الراكدة لمفاوضات إنهاء حرب غزة وأعاد بوصلة الاهتمام العالمى إلى خطته المقترحة للسلام، لكنه فى الوقت نفسه لوح بعصا العقوبات فى وجه حركة حماس وأمهلها أربعة أيام بدأت أول أمس لتسليم ردها النهائى وإلا فسيكون متاحاً لإسرائيل فعل ما تشاء. وأمام ردود فعل عالمية تطالب الحركة الفلسطينية التعامل بإيجابية مع خطة ترامب، نقل موقع «أكسيوس» أول أمس عن مصدرين مطلعين قولهما إن مصر وقطر وتركيا حثت «حماس» على تقديم رد إيجابى على مقترح الرئيس الأمريكى لإنهاء الحرب.ويدور الحديث عن مساعى الوسطاء لتخفيف بعض بنود الاتفاقية لصالحها، ومن أهم الإنجازات التى يمكن أن تحققها الحركة إطلاق سراح 250 مسجونًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية مقابل المحتجزين، وهو تطور سيفرغ السجون تقريبًا من السجناء الأمنيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد.حتى إعداد هذا التقرير لم يصدر قرار نهائى من الحركة إلا أن «بى بى سي» نقلت عن مسؤول فى حماس قوله إن الحركة من المتوقع أن ترفض خطة إنهاء الحرب المقدمة من قبل ترامب. وبحسب المسؤول فإن الخطة تخدم مصالح إسرائيل وتتجاهل مصالح الشعب الفلسطيني، مستشهدًا بإثنين من البنود التى لن توافق حماس على إقرارهما، وهما نزع السلاح، ونشر قوة دولية فى غزة، حيث تعتبره الحركة شكلاً جديدًا من الاحتلال. على الجانب الآخر قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن نتنياهو يدرك تمامًا لاختلال توازن القوى بينه وبين ترامب، إلا أنه مُضطر حاليًا إلى التملق وقبول مقترح سيد البيت الأبيض، لكنه فى الوقت نفسه يأمل فى إفشال الاتفاق الذى يوافق فى معظمه ما كان مطروحًا فى شتاء 2024، والذى نجح رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك فى إجهاضه أكثر من عام ونصف العام بفضل قدرته على المماطلة. وفى الأيام المقبلة، من المرجح أن يحاول نتنياهو بدء مفاوضات شاقة مع الإدارة الأمريكية حول بنود الاتفاق، وصيغته النهائية، والجدول الزمنى للتنفيذ، مستغلًا عدم تحديد جدول زمنى ملزم لانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، بحسب الصحيفة الإسرائيلية. ويحاول نتنياهو تصدير مشهد اعتراضات أحزاب اليمين المتطرف فى ائتلافه، وإطلاق تلميحات إلى الضغط على حماس وإيهام قادتها بأن إسرائيل ستخرق الاتفاق عندما تسنح الفرصة بهدف توجيه الحركة لرفض خطة ترامب.ويأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي، على الأرجح، فى رد سلبى من حماس، وعندها سيحصل الاحتلال على دعم ترامب لشن هجوم عسكرى نهائى على الحركة فى غزة. وما بين هذا وذاك ترى صحيفة نيويورك تايمز أن حماس ستواجه صعوبة فى قبول اتفاق يعنى تنازلها عن حكم غزة، لكن تجاهل فرصة واضحة لإنهاء الصراع قد يزيد من غضب الفلسطينيين الذين عانوا تقريبًا عامين مريرين من القتل والدمار.