يترقب العالم رد حركة "حماس" الفلسطينية، على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو المقترح الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، ويتضمن عدة بنود رئيسية، أبرزها: الإفراج عن 10 رهائن أحياء لا يزالون محتجزين في غزة، بالإضافة إلى إعادة جثامين 18 رهينة، مقابل إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين، وتنفيذ عملية التبادل على خمس مراحل خلال فترة التهدئة المقترحة، والبالغة 60 يوماً. كما يشمل المقترح إدخال المساعدات على الفور، وانسحاب القوات الإسرائيلية المنتشرة في غزة - دون تفاصيل إضافية إذا ما كان الانسحاب سيشمل جميع القوات أم جزءاً منها فقط -، والتزام الولاياتالمتحدةوقطر ومصر -كأطراف وسيطة- بضمان إجراء مفاوضات جدية خلال فترة التهدئة، بهدف إنهاء الحرب بشكل دائم، وامتناع "حماس" عن تنظيم مراسم تسليم رهائن متلفزة، كما جرى في الهدنة السابقة التي بدأت في يناير/كانون الثاني. ويختلف هذا المقترح عن الخطة الأمريكية التي طُرحت في مايو/أيار، والتي دعت إلى الإفراج عن جميع الرهائن خلال أسبوع واحد من بدء وقف إطلاق النار. وأفادت "نيويورك تايمز" نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن رد حماس قد يصدر اليوم الجمعة، فيما نقلت "بي بي سي" البريطانية عن مصدر مقرب من حركة حماس، قوله إن الحركة تتطلع للحصول على ضمانات بأن الاقتراح الأمريكي الجديد بوقف إطلاق النار في غزة سيؤدي إلى إنهاء الحرب. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن صفقة الرهائن "تتقدم"، وأن ترامب يريد الإعلان عن إبرام الاتفاق بالفعل في اجتماع مع نتنياهو يوم الاثنين. وتنتظر إسرائيل رد حماس، وإذا كان الرد إيجابياً فإن وفداً إسرائيلياً سينضم إلى محادثات غير مباشرة لإبرام اتفاق، ولم يتضح ما إذا كانت تلك المحادثات ستعقد في مصر أو قطر اللتين لعبتا دور الوسيط في المحادثات. وتعهد نتنياهو، الذي من المقرر أن يلتقي ترامب خلال أيام، بتحرير جميع الرهائن من قطاع غزة والقضاء على حركة حماس، مؤكداً أن "هاتين المهمتين متلازمتان، ولا يوجد تعارض بينهما". اقرأ أيضا | إسرائيل: اعتراض صاروخين أُطلقا من غلاف غزة باتجاه سديروت وإيفيم وقالت حركة "حماس" الفلسطينية، إنها تناقش اقتراح وقف إطلاق النار في غزة الذي تسلمته من الإخوة الوسطاء مع قادة القوى والفصائل الفلسطينية الأخرى. وذكرت "حماس" في بيان لها، أنه في إطار حرص الحركة على إنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني وضمان دخول المساعدات بحرية، فإن الحركة تجري مشاورات مع قادة القوى والفصائل الفلسطينية بشأن العرض الذي تسلمته من الإخوة الوسطاء، وأنها ستسلم القرار النهائي للوسطاء بعد انتهاء المشاورات، وستعلن ذلك بشكل رسمي. لكن في الداخل الإسرائيلي، أعرب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير عن رفضه لما وصفه ب"صفقة متهورة" بشأن غزة، مشددًا على ضرورة استمرار العمليات العسكرية دون إدخال مساعدات إنسانية، معتبرًا أن الصفقة تقوّض فرص تحقيق النصر. وميدانيا.. صعدت إسرائيل من العمليات العسكرية داخل قطاع غزة، حيث دفع جيش الاحتلال بخمس فرق قتالية جديدة، في سياق التحضيرات التي تسبق الإعلان المرتقب عن صفقة لتبادل الأسرى، بهدف تحقيق مكاسب ميدانية تُعزز موقفه التفاوضي، بحسب هيئة البث الإسرائيلية. وما بين إصرار نتنياهو على شروطه بالقضاء على حماس وتسليم سلاحها وإبعاد قادتها خارج القطاع، وتمسك "حماس" بعدم السيطرة الإسرائيلية على القطاع والانسحاب الكامل من غزة كما كان الحال قبل 7 أكتوبر 2023، وعودة عمليات الإغاثة لوكالة "الأونروا" بدلاً من الشركة الأمريكية "العسكرية" لتوزيع المساعدات، وعدم مغادرة قادة المقاومة للقطاع والتمسك بخيار المقاومة كحق مشروع في ظل استمرار الاحتلال، يبقى التوصل إلى مقاربة شاملة مهمة صعبة وشاقة يتحملها الوسطاء وعلى رأسهم مصر ذات الخبرة الطويلة في إدارة الملف الفلسطيني. اقرأ أيضا | لابيد: حان الوقت لعقد صفقة لاستعادة الرهائن وإنهاء الحرب في غزة