نشر موقع «ميدل إيست سبكتاتور» نص رسالة مطولة بعث بها الناشط الأمريكي المحافظ تشارلي كيرك إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تضمنت تحذيرات صريحة من 4 تهديدات متصاعدة تواجه إسرائيل، في مقدمتها خسارة ما وصفه ب«حرب المعلومات» أمام الدعاية المناهضة لها على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب تراجع الدعم الشعبي الأمريكي، خصوصًا بين فئة الشباب والجامعات. وفي السطور التالية، تنشر «بوابة أخبار اليوم» أبرز ما ورد في رسالة تشارلي كيرك (الذي قُتل في 10 سبتمبر برصاص خلال إلقائه كلمة في فعالية طلابية مؤيدة لإسرائيل بجامعة يوتا)، من مضامين وتحذيرات وتوصيات، تعكس قلقًا متزايدًا داخل الدوائر المؤيدة لإسرائيل في الولاياتالمتحدة من التغيرات الراهنة في الرأي العام الأمريكي. ◄ مقدمة الرسالة.. «دفاع مشترك وتحالفات دينية» استهل كيرك رسالته بالتأكيد على أن دفاعه عن إسرائيل يشكل «أحد أعظم أفراح حياته كمسيحي»، مشيرًا إلى أنه يفخر بالتحالف مع اليهود لحماية ما وصفه ب«الحضارة اليهودية المسيحية»، وأوضح أنه من خلال برنامجه على قناة TBN يبرز دعمه المتواصل لإسرائيل. وأضاف أن «الاتجاهات المعادية لإسرائيل والسامية بلغت مستويات قياسية على وسائل التواصل الاجتماعي»، مؤكدًا أن هذه الموجة السلبية انتقلت إلى الجامعات الأمريكية وتسربت حتى إلى صفوف المحافظين المنتمين إلى تيار MAGA المؤيد ل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ◄ تحليل الاتجاهات السلبية ضد إسرائيل أكد كيرك، أنه وفريقه قضوا شهورًا في تحليل هذه الاتجاهات المعادية، محذرًا من أنها قد تؤدي إلى تقويض الدعم الأمريكي لإسرائيل ما لم يتم التعامل معها بجدية، وقال: «كل ما كتبته نابع من حب عميق لإسرائيل والشعب اليهودي، في رأيي، إسرائيل تخسر حرب المعلومات وتحتاج إلى تدخل عاجل في مجال الاتصالات». اقرأ أيضا| الكرملين عن مقتل تشارلي كيرك: المجتمع في أمريكا الآن «مستقطب للغاية» وأشار إلى أنه كتب الرسالة خلال عطلة عيد الفصح، في وقت كان يتلقى فيه رسائل عديدة تنتقد القيود الإسرائيلية على وصول المسيحيين للكنائس في القدس، مؤكدًا أن غياب الردود الرسمية الإسرائيلية السريعة يترك الساحة مفتوحة أمام المعلومات المضللة. ◄ الجامعات الأمريكية.. ساحة المواجهة الجديدة روى كيرك تجربته خلال جولاته الجامعية في الولاياتالمتحدة، مشيرًا إلى أن نصف الأسئلة التي يتلقاها تتعلق بإسرائيل، وجميعها تقريبًا سلبية. وأوضح أنه كثيرًا ما يقضي نصف وقته في الدفاع عن إسرائيل واليهود داخل الجامعات، مضيفًا أنه في بعض الأحيان «يدافع عن إسرائيل أكثر من الحكومة الإسرائيلية نفسها». واستشهد باستطلاع رأي حديث أجرته جامعة «هارفارد هاريس» أظهر أن 48٪ من الشباب الأمريكيين بين 18 و24 عامًا يؤيدون حركة «حماس» على حساب إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا التحول يحدث حتى داخل الدوائر المؤيدة لإسرائيل تقليديًا. ◄ أسئلة وانتقادات متصاعدة أوضح كيرك أن الأسئلة التي يواجهها تتكرر وتدور حول قضايا أساسية، من بينها: 1- اتهام إسرائيل بممارسة الفصل العنصري والتطهير العرقي. 2- التساؤل عن دعم أمريكا لما يعتبرونه «إبادة جماعية» ضد الفلسطينيين. 3- الاتهام بأن إسرائيل واليهود يديرون السياسة الخارجية الأمريكية أو مسؤولون عن هجمات 11 سبتمبر. 4- التشكيك في جدوى الدفاع عن إسرائيل من المنظور الأمريكي القومي. وأكد أن هذه الاتهامات تضعه في مأزق مستمر، فإذا دافع بقوة يُتهم بأنه مدفوع من إسرائيل، وإذا لم يفعل يُتهم بمعاداة السامية، مشددًا على أن هذه الظواهر تمثل «إنذارًا حقيقيًا» لإسرائيل لأنها تعكس فقدانها للدعم داخل أوساط محافظة تقليديًا. ◄ هيمنة السوشيال ميديا على تشكيل الوعي أشار كيرك، إلى أن 90٪ من الشباب يحصلون على أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست، حيث تنتشر الدعاية السلبية ضد إسرائيل دون ردود مؤثرة من الحكومة الإسرائيلية أو داعميها. وانتقد اعتماد تل أبيب على ما وصفه ب«الوكلاء الأمريكيين» في خوض حرب المعلومات، داعيًا إلى أن تتولى إسرائيل بنفسها قيادة المعركة الإعلامية. وقال: «وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست هي المكان الذي تُكسب فيه قلوب وعقول الشباب، هذه الدعاية السلبية تُترجم إلى مشاعر مؤيدة ل "حماس" في الجامعات». ◄ رسالة تشارلي كيرك: «تحرّكوا بسرعة وبخطاب واضح» انتقل تشارلي كيرك في رسالته إلى توجيه مجموعة من التوصيات المباشرة لإسرائيل، معتبرًا أن ضعف الأداء الإعلامي الرسمي أحد أخطر نقاط الخلل الحالية، وأكد أن «الرد الإسرائيلي غالبًا ما يكون بطيئًا، تقليديًا، وغير متناسق مع سرعة انتشار المعلومات المضللة على الإنترنت». وشدّد على ضرورة اعتماد خطاب بسيط ومباشر، بعيد عن اللغة البيروقراطية أو العبارات الإنشائية، مع التركيز على مخاطبة الجمهور الأمريكي بلغة يفهمها، لا على الطريقة التي اعتادت بها إسرائيل مخاطبة العالم. وأضاف أن السوشيال ميديا لا تنتظر بيانات رسمية مطوّلة، بل تحتاج إلى ردود سريعة وقصيرة ومؤثرة، لأن «الفراغ الإعلامي يُملأ دائمًا من الطرف الآخر»، بحسب تعبيره. ◄ شبكة رقمية موحدة لمواجهة السرديات المعادية واقترح كيرك أن تُنشئ إسرائيل ما يشبه «غرفة عمليات رقمية» تضم مؤثرين، وخبراء تواصل، وإعلاميين متمرسين، لتنسيق الرسائل والردود في الوقت الحقيقي على أي حملات دعائية معادية. وأوضح أن هذه الشبكة يجب ألا تكون مقصورة على الدبلوماسيين أو المسؤولين الرسميين، بل تعتمد على شخصيات مدنية ذات مصداقية لدى الجمهور الأمريكي، قادرة على التحرك بسرعة ومرونة في الفضاء الرقمي. وأشار إلى أن مؤيدي فلسطين يديرون حملاتهم على نحو احترافي ومنظم، بينما يظل الرد الإسرائيلي «مجزأ وعشوائيًا». ◄ كيرك: إسرائيل أهملت ملف الأسرى إعلاميًا لفت كيرك، إلى أن إسرائيل أهملت استخدام قضية الأسرى المحتجزين لدى حركة "حماس" كورقة إنسانية قوية في الإعلام الأمريكي، وقال إن كثيرًا من الشباب في الجامعات لا يعرفون أسماء الأسرى أو قصصهم، بينما تنتشر في المقابل سرديات إنسانية مؤثرة عن المدنيين الفلسطينيين، بحسب قوله. وأضاف أن «كل أسير يجب أن يكون له وجه، وقصة، وحملة إعلامية مخصصة»، معتبرًا أن هذه القصص قادرة على تحريك تعاطف الأمريكيين، لو تم تقديمها بنفس الأسلوب المؤثر الذي يستخدمه الطرف الآخر في عرض معاناة الفلسطينيين. ◄ حملة علاقات عامة شاملة داخل أمريكا وشدد كيرك، على أن إسرائيل بحاجة إلى إطلاق حملة علاقات عامة قوية ومستمرة داخل الولاياتالمتحدة، تستهدف الجامعات، ووسائل الإعلام الجديدة، والبودكاستات المؤثرة، بدلًا من التركيز المفرط على القنوات التقليدية مثل الصحف الكبرى أو المؤسسات السياسية. وأوضح أن «الجيل الجديد لا يشاهد شبكة CNN ولا يقرأ صحيفة نيويورك تايمز، بل يتلقى رسائله من تيك توك ويوتيوب والبودكاست»، مشيرًا إلى أن أي حملة ناجحة يجب أن تنطلق من هذه المنصات وتتكيف مع طبيعة جمهورها. ◄ الملف الإيراني.. فجوة في الخطاب الإسرائيلي وانتقد كيرك، غياب خطاب فعال حول خطر إيران، مؤكدًا أن كثيرًا من الشباب الأمريكيين «لا يدركون ما تمثله طهران من تهديد استراتيجي للمنطقة»، وقال "إن إسرائيل تكتفي غالبًا بذكر إيران كشعار دون تقديم سردية متكاملة تشرح للجمهور الأمريكي لماذا يجب أن يهتموا بها، أو كيف يشكل البرنامج النووي الإيراني تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية نفسها". اقرأ أيضا| تفاصيل جديدة عن حياة المتهم بقتل الناشط الأمريكي تشارلي كيرك ودعا إلى صياغة رواية أكثر إقناعًا، تربط بين «خطر إيران» وبين الأمن القومي الأمريكي، بدلًا من الاكتفاء بخطاب موجه للنخب السياسية فقط. ◄ إسرائيل كمرشح انتخابي.. «تحتاج لإقناع الناخبين الأمريكيين» شبه كيرك إسرائيل في رسالته ب«مرشح انتخابي أمريكي» عليه أن يقنع جمهورًا واسعًا بأفكاره، لا أن يفترض ولاءهم التلقائي له، وقال إن إسرائيل اعتمدت لعقود على دعم تقليدي من الجمهوريين والديمقراطيين، لكن هذه المعادلة تتغير بسرعة. وأكد أن على إسرائيل أن «تنزل إلى الشارع» الأمريكي بخطاب جديد ومقنع، بدلًا من الاعتماد على اللوبيات القديمة أو الصورة النمطية لحليف لا يحتاج إلى تبرير، وأضاف أن التحدي الأكبر هو كسب عقول وقلوب الشباب، لا الساسة فقط. ◄ نقد أداء الهاسبارا: «خطابكم متأخر وعاجز» خصص كيرك جزءًا مهمًا من رسالته لانتقاد ما يُعرف ب«الهاسبارا» (الدبلوماسية العامة الإسرائيلية)، معتبرًا أنها «فشلت في مواكبة العصر الرقمي»، وقال إن هذا الجهاز لا يمتلك الأدوات أو اللغة اللازمة لمخاطبة الجيل الجديد، وغالبًا ما يكرر عبارات قديمة لا تترك أثرًا. وأضاف أن هناك «فجوة ذهنية هائلة» بين صناع القرار الإسرائيليين وبين الشباب الأمريكيين، حيث يتحدث الطرف الأول بلغة الحرب الباردة، بينما يفكر الطرف الثاني بمنطق العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. ◄ دعوة مباشرة لنتنياهو للتحرك اختتم كيرك رسالته بنداء مباشر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى «انهيار الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل في غضون عقد واحد». وقال نصًا: «أكتب لك هذه الرسالة بدافع القلق الصادق، لأنني أرى مؤشرات الخطر واضحة في كل جامعة وكل منصة تواصل، إذا لم تتصرف إسرائيل بسرعة وبذكاء، فستخسر معركة الرأي العام الأمريكي، حتى لو ربحت معارك عسكرية». وشدد على أن هذه الحرب الإعلامية ليست هامشية، لكن «مسألة وجودية» لمستقبل العلاقة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، مؤكدًا أنه يكتب ذلك «من موقع الصداقة، لا العداء».