هناك علاقات سامة فى حياتنا، يجب أن نتخلص منها، ولكن أخطر علاقة توقفت أمامها، تمثلت فى الارتباط القاتل للناس بأكياس البلاستيك. الأحد: أجمل الكتب هى التى تحكى سيرة الناس الحلوة والأبطال فى أى مجال، و ما أروعها عندما تحمل اسم البطل الشهيد محمد أنور السادات، الذى اقترن بنصر أكتوبر العظيم، ومعجزة العبور المجيد، ذلك الحدث الذى فرض نفسه على تاريخ العسكرية العالمية، سيرة البطل الذى قاد جنود مصر الأبطال، الذين لم تهزهم أى نكسات، ولم يستسلموا للإحباطات والصعوبات، وحققوا المعجزات سواء على المستوى الفردي، او على مستوى الجيش بكل تشكيلاته، صاحب السيرة العطرة الزعيم الراحل السادات، بطل الحرب والسلام صاحب الشمس التى لن تتوقف عن الشروق فى كل يوم 6 أكتوبر من كل عام، فهو من نسج خيوط الشمس ليطلع الفجر فى ليل حالك السواد لوطن لم يعرف ذلك الحد من الانكسار، كما حدث فى نكسة 1967، وكان يوم انتصاره هو يوم رحيله شهيدا، ولا يمر يوم بعدها إلا وتثبت لنا الأحداث أنه كان يقرأ المستقبل فى الحرب والسلم، وتظهر لنا حقيقة الذين افتروا عليه حيا وميتا، وأتخيله يطل علينا من علياء وهو يراقبنا بضحكته الصافية ونحن نعيش فى مدن مصر الجديدة، أو نسير على كوبرى أكتوبر، أو نتوسع فى المدن السكنية والصناعية المختلفة، وأتخيل حزنه على ما وصلت له الأحوال فى غزة والضفة، وحزنه على عدم انتهاز الفرص التى كافحت مصر من أجل إتاحتها لحماية حقوق الشعب الفلسطينى من التآكل والضياع، أتمنى ان نقرأ الفاتحة على روحه وروح كل شهداء مصر، أن ندعو للرجل الذى عاداه السفهاء وحاولوا النيل منه، فبعضهم أعمى الحقد عينيه فصب عليه خريف غضبه، فيما حاول البعض تشويه نصر أكتوبر العظيم، من أجل رد اعتبار شخصى زائف ناقص، فيما سلط العدو أذنابه من أجل تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري، والتهوين من ضخامة الإنجاز، ولازالوا يسعون وراء ذلك الهدف، ويسخرون الفضائيات المشبوهة، ويحولونها إلى قاعات درس فى اكاديميات عسكرية متخصصة، ويخاطبون المشاهد العادى البسيط، فيما لا يفهم، وينثرون التراب على انجاز لن ترى العسكرية العالمية مثله، ومهما حاول السفهاء وأصحاب القلوب المريضة ، فسوف يبقى 6 أكتوبر يوم النصر المعجز، وسيظل يوم الخلود للزعيم خالد الذكر، أنور السادات صاحب السيرة التى يجب أن نرويها لكل الأجيال الجديدة، ونقول فيها لكل ابن من أبنائنا : يا ولدى هذا هو عمك محمد أنور السادات. أرجوك .. لا تكن كلبا ولا قطا ! الثلاثاء: لم أتعود أبدا على السباب، ولا أن أدخل فى هزار الأصدقاء المراهقين الذى يتبادل فيه البعض الشتائم بأسماء الآباء والأمهات، ولم أقبل بذلك ولا مرة، ورد فعلى دائما يكون عنيفا مثل الإعصار إذا حدث مثل ذلك النوع من التجاوز، وأتذكر أنه حدث لى موقف وانا صبى صغير، وصل إلى أبى رحمه الله ليعلمنى بعدها قيمة أخري، وهى عدم الرد على قليل الأدب أو السفيه أو الذى يحمل فى نفسه شيئا تجاهك، وهى التجاهل التام، وكان كعادته يقدم النصيحة فى صورة حكاية لا يمكن ابدا أن تنساها، ولما حدث اليوم أحد المواقف، استعدت تفاصيل المشهد القديم والحكاية التى رواها لى أبى قبل أكثر من نصف قرن، ومما حكاه أن السيد المسيح عليه السلام كان يتعرض للأذى الفعلى والقولى من اليهود دون أن يرد عليهم بالمثل أو يدفع أذاهم بنفس الطريقة، وهو ما جعل حوارييه يستنكرون ذلك ويسألونه: ولماذا لا ترد عليهم ؟ فسألهم السيد المسيح : هل إذا عضك كلب هل تعضه ؟ فأجابوه :لا .. عاد وسألهم : وهل إذا خبشك قط هل تخبشه؟ .. قالوا :لا .. وهنا قال لهم : هكذا كل إناء بما فيه ينضح.. تذكرت كل ذلك قبل أيام ، وترحمت على أبي، والحمد لله أننى لم اكن فى حياتى كلبا ولا قطا ! حتى لا نموت .. « فى كيس»! الأربعاء: نعم هناك علاقات سامة فى حياتنا، يجب أن نتخلص منها، ولكن أخطر علاقة توقفت أمامها، تمثلت فى الارتباط القاتل للناس بأكياس البلاستيك، ففيها طعامهم الساخن والبارد، ومنها كيس الفول والكشرى والشوربة، وفيها لبسهم ومخلفاتهم، أتابع تلك العلاقة القاتلة منذ زمن بعيد، وبرغم الحملات المتتالية ضد كيس البلاستيك، لازال الكيس يخرج لسانه لكل البشرية على مستوى العالم، وفى مصر يخرج اللسان ب «لغلوغه»،لدرجة أن جزيئات البلاستيك أصبحت من مكونات أجسامنا، وقد تابعت عدة دراسات تؤكد وجودها فى كل منتجات الملح البحري، ولا ندرى بتلك الخطورة إلا ساعة أن نسقط لا قدر الله ضحية الأمراض الصعبة، فضلا عن القتل المباشر الذى تسببه للكائنات البحرية والبرية نتيجة ابتلاع جزء منها، أو الوقوع فى براثن الكيس ثم الموت اختناقا بسببها، أكتب مجددا عن ذلك الخطر القاتل بعد أن أصابنى الذهول من الانتشار المتوحش لأكياس البلاستيك فى أنحاء مرسى مطروح، وهو منظر اعتدته وتعايشت معه فى كل مكان فيها، ما زاد هذا العام أن الكيس بلغ أوج انتشاره، وصاحبنى طول الطريق إلى القاهرة، وعندما وصلنا إلى مطلع طريق المحور، كانت العشرات منه تركب أغصان العديد من الأشجار التى فى قلب المطلع، وكلها تخرج لنا لسانها، باختصار حان وقت إعلان حرب جادة ضد ذلك الخطر، حتى لو وصل الأمر إلى حظر استخدامها، وتجريم وتغريم من يسيء استخدامها، حتى لا نموت «فكيس» . حتى البنوك لها أخلاق ! الجمعة: خطوة مهمة جدا شهدها القطاع المصرفى المصري، وقادها البنك المركزى بدايات العام العام الحالي، وتمثلت فى طرح وثيقة استرشادية للبنوك من أجل تنفيذ تعليمات المركزي، بوضع مدونة سلوك لكل بنك، وتدوين ميثاق للسلوك فى العمل المصرفي، وخاصة فيما يتعلق بمواجهة استغلال المعلومات الداخلية، وتابعت على مدار الشهور الستة الماضية الإصدارات المتتالية لمدونات السلوك فى البنوك المختلفة، ومدونات السلوك كانت من القضايا المهمة التى تبنيتها منذ سنوات وخاصة فى الجهاز الادارى للدولة، والحمد لله أصبحت واقعا فى كافة الأجهزة فى عهد حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، كما أصبحت حقيقة ملزمة للبنوك فى أيام رئاسة المصرفى المخضرم حسن عبد الله محافظ البنك المركزى المصري، وأناشده هنا عدم تأخر أى بنك فى اصدار المدونة السلوكية الخاصة به، وإتاحتها عبر موقع كل بنك على شبكة الانترنت، والأهم اتاحة خط ساخن بالبنك المركزى ،للإبلاغ عن أى مخالفة للميثاق المصرفى وخاصة تضارب المصالح، أو الاستفادة من المعلومات الداخلية، كأن يقوم موظف فى أحد البنوك بشراء وحدات مع أفراد أسرته فى كيان عقارى مرهون للبنك الذى يعمل فيه، بقصد التربح بعد التأكد من وجود زيادة مستقبلية فى سعرها، أو غير ذلك من الممارسات ، تحية تقدير للبنك المركزى المصري، والبنوك التى سارعت بالتنفيذ والتطبيق، وفتحت النوافذ لعملائها للإبلاغ عن أى خرق لميثاقها المهنى والأخلاقي. مفتاح .. لكل كتاب ! السبت: عندما انتهى من قراءة أى كتاب أو حتى رواية، بما فى ذلك الكتاب الأكاديمي، أحاول ان أضع يدى على مفاتيحه، فأنا من المؤمنين بأن كل إبداع له مفاتيح خاصة به، قد نصيب فى اكتشافها، وربما نكتشف مفاتيح أخرى ألقاها المؤلف بين الصفحات دون ان يدري، وعلى سبيل المثال، فمن أعظم الروايات عندي، رواية شجرة اللبلاب للأديب العملاق محمد عبد الحليم عبدالله، ورصدت فيها عبارة مفتاحية خطيرة ملخصها «انقلب الزورق فنجوت»، والمعنى ان كارثة قد تحدث فى حياتك وتظن أنك انتهت، وعين الحقيقة ان الانفراجة قد بدأت، وأن تلك الكارثة هى طوق النجاة بالنسبة لك، نفس المعنى فى الكتاب التراثى «إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين» ، للإمام أبو حامد الغزالي، والمؤلف هو الشيخ محمد بن محمد الزبيدي، ولقبه المشهور به مرتضى الزبيدى وهو مولود فى بلجرام فى الهند، عاش صباه فى اليمن وشبابه فى الحجاز، واقام ومات بالطاعون فى مصر، ومن أعظم المفاتيح التى أمسكتها بيدي، هى الاستفادة من النصائح، وعدم إهمال أى نقد، حتى لو جاء من الكارهين والحاقدين، وكما قال : واعلم أن من ذمك لا يخلو من ثلاثة أشياء، ومنها أن يكون صادقا ولكن قصده الإيذاء، وإما أن يكون كاذبا، فإن كان صادقا وقصده النصح فلا ينبغى أن تذمه، وتغضب، بل تشكره لأنه أهدى إليك عيوبك لتصلحها، وبالتالى فإن حزنك وكراهيتك له هى غاية الجهل، ومن أجل ذلك المفتاح أقدر دائما كل من ينتقدني، فإما ان استفيد منه إذا صدق، أو احترس منه إن كان من الكاذبين. كلام توك توك: الرجولة مفيهاش خد وهات ! إليها: رزقى وكنز عمري.