5 دقائق مرت عصيبة على بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، عندما اصبح «فرجة» العالم، وهو يقف على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة مذهولا يلتفت يمينا ويسارا وينظر بحسرة إلى المقاعد الخالية بالقاعة، ويرقب مغادرة جماعية لوفود 150 دولة من القاعة بمجرد دخوله لإلقاء كلمته فى مشهد عكس حجم الغضب الدولى المتصاعد من نتنياهو بسبب جرائمه فى غزة!! «تسونامى الانسحاب»، هكذا وصفت الصحافة العبرية ما حدث ووصفت الصحافة العالمية هذا الانسحاب بأنه بمثابة احتجاج عملى على ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلى من جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطينى خاصة فى قطاع غزة، والتى أسفرت عن استشهاد وإصابة مئات الآلاف غالبيتهم من النساء والأطفال. تعجبت مما فعلته الشرطة الامريكية التى ارادت إنقاذ الموقف وطلبت من العاملين فى مبنى الاممالمتحدة ان يدخلوا القاعة ويجلسوا على المقاعد الخالية فى اول فضيحة من نوعها داخل جدران المنظمة العالمية. مصادر إعلامية أكدت ان عدد الوفود الدبلوماسية المنسحبة تمثل 150 دولة من بينها مصر، بينما بقيت وفود امريكا والارجنتين والكاميرون وبعض الدول الصغيرة عبارة عن جزر فى المحيط الهادئ وبروناى التى من المفترض أنها سلطنة إسلامية وبمجرد أن أنهى نتنياهو خطابه، عادت أغلب الوفود التى غادرت القاعة إلى مقاعدها وكأنّها تقول «الرسالة وصلت». ثورة الغضب ضد نتنياهو وإسرائيل امتدّت إلى خارج مبنى الأممالمتحدة، حيث لم تكن الأجواء أكثر هدوءاً.. مظاهرات صاخبة يرفع منظموها الأعلام الفلسطينية واللافتات المناهضة لنتنياهو وحكومته ويهتفون مطالبين العالم بسرعة التحرك لوقف المجازر الاسرائيلية ضد الفلسطينيين. لقد جاء خطاب نتنياهو أمام الأممالمتحدة وسط عزلة دبلوماسية متزايدة بعد ان أعلنت 156 دولة اعترافها بالدولة الفلسطينية على رأسها بريطانيا صاحبة وعد بلفور، حيث أعطى من لا يملك من لا يستحق وزرع إسرائيل فى فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط. الخلاصة، ان صمت المقاعد الخالية فى قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة قال ما لم يقله كل الكلام!!.. كانت الرسالة صامتة، لكنها مدوية وكانت المقاعد الخالية أقوى من أى تصفيق زائف!!