نتفاءل للحظات بتصريحات ترامب عن رفضه ضم إسرائيل للضفة وقرب التوصل لوقف إطلاق النار بغزة، وسرعان ما نتشاءم بخطاب نتنياهو بالأمم المتحدة بأنه سيسيطرعلى غزة وسيتم إنشاء سلطة مدنية بها ليذكرنا بتكرار نموذج السلطة الفلسطينية برام الله فى غزة، حيث سلطة بلا أى سلطة يحاصرها الاحتلال من كل جانب ب 1200 حاجز فى عموم الضفة الغربية، ويزداد الطين بلة بتكرار نموذج بول برايمر حاكم العراق بعد سقوط صدام حسين وما أحدثه فيها من خراب بحل الجيش العراقى وإشعال الفتنة بين المذاهب، حاكم غزة المؤقت هو تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام بالشرق الأوسط تولاها عام 2007 ولم يحقق أى تقدم لصنع السلام فاستقال عام 2015 لعلاقته السيئة بالسلطة الفلسطينية وانحيازه الدائم لاسرائيل. ويبدو أن نتنياهو فى اجتماعه غدا بترامب لن يوافق على الاسراع بوقف اطلاق النار بحجة أن بقايا حماس لا تزال موجودة بمدينة غزة «وأن اسرائيل ستنهى المهمة بأسرع وقت»، وهو ما كرره من قبل اكثر من مرة وقبل كل تفاوض، كما لو أنه يدخل المفاوضات بحزام ناسف ليفجرها. لكن الواضح أن ترامب ربما تنبه أخيرا أن نتنياهو يجره لكهف العزلة عن العالم. فهناك 159 دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية تقف فى جانب واسرائيل وامريكا فى جانب وحدهما. وأوشكت العزلة ان تحاصر ترامب داخليا حين أعلن 100 نائب ديمقراطى بالكونجرس توقيعهم على مشروع قانون بمنع بيع الاسلحة لاسرائيل باسم «حظر القنابل» يقضى بوقف شحنات القنابل الخارقة للتحصينات وغيرها من الذخائر شديدة التدميرحتى توقف إسرائيل انتهاكات حقوق الإنسان بغزة. تقود مشروع القانون النائبة ديليا راميريز (ولاية إلينوى) التى أكدت أن «القانون يمثل الخطوة الأولى للمساءلة عن قتل الأطفال باستخدام أسلحة أمريكية ممولة من دافعى الضرائب وعلى أيدى قادة استبداديين يرتكبون الابادة الجماعية».