اتلسعنا كثيرا من التمثيليات المكررة عن الخلافات بين ترامب ونتنياهو، فأصبحنا لا ننفخ فى الزبادى بل من هول ما يحدث بعد هذه الخلافات من دعم أمريكى مهول لإسرائيل. فماذا ينتظر العرب من رئيس أمريكى يأتى لمنطقة الخليج ويريد أن يعود بالقناطير المقنطرة من الذهب والفضة وتريليون دولار استثمارات من السعودية وحدها غير ما سيطلبه من قطر والإمارات. سيكون من البجاحة أن يعلن دعمه لحرب التجويع والإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل لغزة. فلا مانع من تسريب أنه قطع الاتصالات مع نتنياهو وأنه لا يريد أن يرى وجهه بعد أن استثنى إسرائيل من زيارته للمنطقة. ثم تمرير تقارير إعلامية أن نتنياهو يتلاعب بترامب ولا يحب الأخير أن يظهره أحد فى صورة المغفل على حد وصف صحفى إسرائيلى. ولا مانع من هدنة مؤقتة لوقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات، وحين يعود ترامب لبلاده تعود الإبادة وتيرتها الأولى. زمان كان إذا أراد لصان أن ينشلا عددا كبيرا من الناس، افتعلا خناقة لدفعهم «للتخليص» بينهما وخلال ذلك ينشلان كل المخلصين. هذا ما تفعله أمريكا وإسرائيل الآن مع العرب. فأمريكا تريد إطلاق قنابل دخان عن خلافاتها مع إسرائيل، لتمرير خطتها بإزاحة الاحتلال الإسرائيلى لغزة، لتحتله هى عبر التخطيط لقيامها بتعيين حاكم أمريكى لغزة يرأس حكومة من التكنوقراط الفلسطينيين غير المنتمين لتنظيمات المقاومة على طريقة بول برايمر الحاكم الأمريكى للعراق بعد سقوط بغداد عام 2003 والذى قام بتسريح الجيش العراقى وسعى جاهدا لتدمير المقدرات العراقية. ليس هذا فقط بل التحكم الأمريكى فى توزيع المساعدات الغذائية بإنشاء مؤسسة غزة الخيرية. وهكذا تكون أمريكا قد وضعت يدها على غزة لتشرع فى تحويلها لريفييرا المنطقة وإغراء الغزيين بالتهجير الطوعى. مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا.