■ كتب: هاجر علاء عبدالوهاب دائمًا ما تكون الشخصية المصرية ملهمة للفنان التشكيلي من خلال ملامحها المتفردة وهو ما حاول الفنان سيف الدين جاويش تحقيقه من خلال معرض «مصر بلدي» المقام في قاعة نقابة الفنانين التشكيليين ويقدم من خلاله مجموعة من الأعمال التي تعكس رؤيته المتميزة في الاحتفاء بالإنسان المصري وتاريخه. يعتمد جاويش فى تجربته التشكيلية على إعادة صياغة الشخصية المصرية بملامحها المتفردة، ممزوجة بخيال خصب ومخزون بصري نابع من معايشة طويلة للبيئة والواقع، وتأتي لوحاته كتجربة بصرية تحمل روح الأصالة مع انفتاح على تقنيات معاصرة، حيث يوظف الألوان والخامات والمواد المختلفة بأسلوب إبداعي مما يحقق عملًا فنيًا متكامل الأركان. يُعرف عن الفنان سيف الإسلام حرصه على إبراز الهوية المصرية في أعماله، فى مسعى دائم لتقديم رؤية معاصرة تنبع من الجذور، وتؤكد أن الفن التشكيلي قادر على توثيق الشخصية الوطنية بروح متجددة تجمع بين الماضي والحاضر. ◄ اقرأ أيضًا | نادية مصطفى أبرز الحاضرين لجنازة أرملة الموسيقار سيد مكاوي في لوحة «مصر الحضارة» نجد الفنان يجسد ثلاث شخصيات نسائية مصرية بملامح قوية وهادئة، ترتدي الأزياء الشعبية الغنية بالزخارف والألوان الزاهية، تتداخل في الخلفية عناصر خطية وزخارف تراثية، ما يضفى بعدا روحانيا ورمزيا يربط بين الماضي والحاضر. حضور المرأة هنا يبدو رمزًا للهوية المصرية، قوة الأرض، واستمرارية الحياة، فى صياغة تشكيلية تحتفى بالأصالة وتفتح المجال للتأويل. أما في لوحة «أولاد بلدنا» فتظهر ثلاث شخصيات آدمية بملامح غامضة، تتجه أنظارها إلى الأعلى فى فضاء مغمور باللون الأزرق، حيث يطل الهلال كرمز روحى وإشاري. ويغلب على التكوين طابع التجريد التعبيرى، إذ تتداخل الخطوط والألوان فى خلفية حالمة توحى بالبحث عن الأمل أو التطلع نحو الغيب، العمل يعكس حالة تأمل جماعى تستحضر الإيمان والانتظار، وتربط بين الإنسان والسماء فى لحظة صمت عميقة.